كتبها Oliver
الله محبة و محبته سبقت الخليقة.الحب أزلى لأنه طبيعة الله الأزلى.بين أقانيم الثالوث محبة لاهوتية لا يعرفها الإنسان,فمهما أخذنا محبة و لو فاضت و مهما مارسنا المحبة و لو بلا انقطاع ستبقي هناك محبة أسمى من الكل لا يعرفها أحد و لا يمارسها أحد و لا الملائكة لأنها محبة أقنومية لاهوتية تعلو كل فكر.
محبة الثالوث القدوس هى سر إنهمار العطايا مجاناً.المحبة الإلهية وحدها تفيض بكل أنواع الخيرات حتى على الأشرار.السيد المسيح له المجد وصف أعظم محبة على الأرض لا بالكلام بل بالصليب.كل وصايا الله تنحصر بين محبتين.الأولى لله و الثانية للناس.إن مارسنا المحبة هكذا تتكون فينا طبيعة متناغمة مع طبيعة الله المحبة.
الله أول من علم النفس البشرية كيف تمارس الحب.كيف تشتاق و كيف تغفر.كيف تعط بلا مقابل و تحب الأعداء لأنه يريد للإنسان أن يكون على صورته في المحبة.
كم صار الله يدلل النفس البشرية.يحتويها و يشبعها.يحتملها و يلاطفها.يصف جمال محتواها كأنها بلا عيب.فالحب يرسم قدام العيون أحلى ملامح للمحبوب.الحب يغير نبرات التعب إلى تعزية.يرسم على الشفتين إبتسامة رغم الضيقات.تتحقق كل الطلبات بالحب. لأن الحب فردوس ا إن دخلته النفس لا ينقصها شيء.
أفضل صحة أن تكون مريضة حباً.أعظم إنتصار أن يغلبك الحب.الذين بلا حب تائهون لا يجدون أنفسهم و الذين إقتنوا المحبة و صانوها وجدوا الله بل عاينوه.و قيمة كل فضيلة هى بمقدار الحب الذى فيها.
الحب له لغة خاصة.نبراته مأخوذة من الحنان .صوته يأتى من أعماق السماء.يد الحب تطول قمم الجبال.تكسر الجليد كالخبز للجائع.الحب يحمل المحب للمحبوب على سحابة إلهية.يرتب ولائم محبة بلا نفقة.يتكفل بالتكلفة و لو كانت باهظة. قبلات المحبة هى كل عمل نأخذ فيه من أنفاس الله لأنفاسنا.نأخذ كل آية بالحب و نصلي حتي ينكشف لنا الحب الذى فيها.هذه هى قبلات النفس لصوت الروح القدس.كل خلوة روحية عميقة هى قبلات محبة.
لا شيء يوقف المحبة و لا حتى الموت.فالحب موت و قيامة.من ينغرس فى المحبة يعيش ملكاً و يموت فى مجد.الحب يأتى كاملاً بأدواته و كلماته و أشواقه و أعماله فطوبي لمن يحب المحبة الإلهية و يأخذ منها طول الوقت محبة لينفقها من أجل كل من يقابله,
الحب يأخذ القلب إلى رحلات سمائية.فنتقابل فى أورشليم و نقف طويلا على جبل العظة.تفيق الذكريات و يعود من حسبناه قد ضاع .ننظر كالعائدين من الماضى ننظر الحجاب يرتفع و السموات مفتوحة و عبارات الحب منطوقة و نفهمها حتى و إن لم نجيد الحب كما ينبغى.
محبة المبتدئين أن تعط المحتاج حاجته من مالك و محبة الكاملين أن تعط نفسك بلا تردد كل مرة كل يوم بكل الطرق هكذا تصير على شبه المسيح الرب. إن صار طريقك البذل فمجدك غير موصوف فى الأعالى.إجدلى ضفائر المحبة الثلاثية فلا تضعف رغم مضى الزمان و لا تتبدل رغم المسافات.الضفائر الثلاثية هى شركتنا مع الثالوث المقدس.
مهما صمنا أو صلينا .مهما إنسحقنا و ذابت قلوبنا مع دمعاتها .ستبق هناك محبة لم نختبرها علي الأرض,هى المحبة السمائية الأبدية.بلا أى عائق ستكون.محبة تكفي لكي نحب كل سكان السماء دون أن نجهل أحداً.محبة تلهب القلب بالإشتراك مع ملائكة الله فى تسابيح أبدية .محبة تنير لنا ما غفلنا عنه علي الأرض من محبة الثالوث.سنأخذ محبة لم نأخذها بعد و سيكون لنا رصيد يزيد علي الدوام و نكون بالحب أغني الأغنياء.