عيد الحب.. اعرف أسباب الاحتفال بـ الفلانتين يوم 14 فبراير

 

 

وإذا كان عيد الحب يتم الاحتفال به مرة واحدة كل عام في 14 فبراير، ففي مصر يتم الاحتفال بـ الفلانتين مرتين، الأولى مع عيد الحب العالمي يوم 14 فبراير، والثانية يوم 4 نوفمبر وهو عيد الحب المصري؛ والذى تعود فكرته إلى الكاتب الصحفى الكبير الراحل مصطفى أمين، حيث جاءت إليه الفكرة عندما رأى جنازة يمشى فيها 3 أشخاص فقط، ما أثار تعجبه، ومن بعدها قرر طرح فكرة للاحتفال بـ عيد الحب المصرى.

 

كشفت المصادر التاريخية إلى أنه جرى من قديم الزمان تكريم القديسين المسيحيين واللذين يحملان الاسم نفسه "فلانتين" فى الـ 14 من شهر فبراير من كل عام، ولهذين القديسين حكاية روتها كتب التاريخ؛ حيث كشفت أن القديس الأول "فلانتين"، كان يعيش فى روما، وكان قسيسًا فى تلك المدينة، وقد قُتل تقريبا عام 269 بعد الميلاد فى يوم 14 فبراير، وتم دفنه قرب طريق "فيا فلامينا"، بينما دُفنت رفاته فى كنيسة سانت براكسيد فى روما.

 

 

أما القديس الثانى "فلانتين" كان يعيش فى مدينة تورنى التابعة للمملكة المتحدة "بريطانيا"؛ وقد أصبح أسقفًا لمدينة انترامنا "الاسم الحديث لمدينة تورنى" تقريبًا فى عام 197 بعد الميلاد.

 

ويُقال إنه قد قُتل خلال فترة الاضطهاد التى تعرض له المسيحيون في أثناء عهد الإمبراطور أوريليان، فى يوم 14 فبراير أيضًا، وجرى دفنه أيضًا قرب "فيا فلامينا"، ولكن فى مكان مختلف عن المكان الذى دُفن فيه القديس فلانتين الأول

 

 

وفي هذا السياق قام المؤرخ اللاهوتى "بيد المقر"، بالشرح الموجز فى كتابه Legenda Aurea "الأسطورة الذهبية"؛ حيث أكد أنه تم اضطهاد القديس "فلانتين الأول"؛ بسبب إيمانه بالمسيحية، وقام الإمبراطور الرومانى كلوديس الثانى باستجوابه بنفسه، ونال القديس فلانتين إعجاب كلوديس الذى دخل معه فى مناقشة حاول فيها أن يقنعه بالتحول إلى الوثنية التى كان يؤمن بها الرومان لينجو بحياته.

 

وأشار المؤرخ اللاهوتى "بيد المقر"، إلى أن القديس فلانتين رفض، وحاول بدلًا من ذلك أن يقنع كلوديس باعتناق المسيحية، ولهذا السبب، تم تنفيذ حكم الإعدام فيه!

 

من جانبه، قام المؤرخ الألمانى إيريك شميت بتتبع التغيرات التاريخية التى طرأت على الاحتفال بـ عيد القديس "فلانتين الأول" فى الأربعينيات من القرن التاسع عشر، وكتب فى مجلة Grahams American Monthly خلال عام 1849 عن هذه التغيرات، قائلاً: "لقد أصبح يوم القديس فلانتين عطلة قومية فى البلاد على الرغم من أنه لم يكن كذلك فى الماضى".

 

 

وأضاف إيريك شميت: "تم إصدار بطاقات عيد الحب بأعداد كبيرة من الورق المزين بزخارف الدانتيل لأول مرة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت استر هاولاند، التى ولدت فى عام 1828 وتوفيت فى عام 1904، هى أول من أنتج هذه البطاقات وقام ببيعها بعد ذلك بوقت قصير فى عام 1847".

 

وتابع: "يوضح ذلك أن عادة إرسال بطاقات عيد الحب كانت موجودة فى إنجلترا قبل أن تصبح شائعة فى أمريكا الشمالية، وتتضح عادة تبادل بطاقات عيد الحب فى إنجلترا فى القصة القصيرة التى كتبتها اليزابيث جاسكل تحت عنوان Mr. Harrisons Confessions والتى تم نشرها فى عام 1851".

 

يقوم الأطفال فى عيد الحب بمدارس أمريكا الشمالية بتزيين حجرات الدراسة وتبادل بطاقات المعايدة وتناول الحلوى.وعادةً ما تذكر بطاقات المعايدة التى يتبادلها هؤلاء التلاميذ فى هذا اليوم الصفات التى تجعلهم يشعرون بالتقدير تجاه بعضهم البعض.

 

ويحتفل أهل ويلز بالمملكة المتحدة بـ عيد الحب بشكل مختلف، من خلال إعطاء ملاعق الحب لشركاء حياتهم؛ حيث إنها تقليد قديم، إذ كان الرجال الويلزيون ينحتون الملاعق بعناية ويقدمونها للمرأة التي يحبونها.

 

وتتنوع تقاليد عيد الحب في إيطاليا؛ حيث يحتفل أهل مدينة فيكو ديل جارجانو بتزيين الشوارع بالبرتقال، بينما تشهد مدينة فيرونا إقامة مهرجان للحب لمدة 4 أيام وتتضمن فعالياته مسابقة لكتابة أجمل الرسائل الرومانسية.

 

يتم الاحتفال بـ عيد الحب في دولة الفلبين عن طريق إقامة حفلات زفاف جماعية، حيث يعتقدون أنها تقوي الروابط الاجتماعية والأسرية بين بعضهم البعض.

 

يحتفل الشباب في رومانيا بـ عيد الحب، من خلال زيارة الغابات لقطف زهور الربيع، كما تقوم النساء والفتيات بجمع الثلج وإذابته، وشربه أو الاغتسال به؛ حيث يعتقدن أن هذا التقليد يجذب لهم السعادة في كل وقت من العام!

 

أما فى فرنسا، فيطلقون على يوم عيد الحب اسم Saint Valentin، ويتم الاحتفال به بطريقة تماثل إلى حد كبير الطريقة التى يتم بها الاحتفال فى بقية البلدان الغربية.

 

وفى إسبانيا، يُعرف يوم عيد الحب باسم San Valentin، ويتم الاحتفال به بالطريقة نفسها التى تتم فى المملكة المتحدة، على الرغم من أن سكان منطقة كاتالونيا يستبدلونه فى معظم الأحيان بمهرجانات مشابهة يتبادلون فيها الزهور والكتب فى اليوم الذى يطلقون عليه اسم La Diada de Sant Jordi "يوم القديس جورج".