ياسر أيوب
لم يكن جديدا أن ترفض إيون بيلارا بشكل قاطع وحاسم تهجير الفلسطينيين من غزة، وأن تصف ما يريده دونالد ترامب ونتنياهو بأنه جريمة ضد الإنسانية، وهى حاليا زعيمة حزب بوديموس الإسبانى منذ يونيو ٢٠٢١ وكانت وزيرة للحقوق الاجتماعية حتى نوفمبر ٢٠٢٣.. وقبل الوزارة وبعدها وأثناء مشاركتها فى الحكومة الإسبانية، ظلت إيون تدعم الفلسطينيين وتقف بجانبهم مهما كانت الضغوط والتهديدات ومهما كانت الخسائر أيضا. ومنذ أقل من ثلاثين يومًا، حاولت إيون منع نادى مكابى تل أبيب من اللعب فى مدريد أمام الريال فى الدورى الأوروبى لكرة السلة.. وأرسلت إيون خطابا رسميًا لوزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس وخطابًا مماثلا لوزير الداخلية فيرناندو جراندى مارلاسكا للمطالبة بعدم قبول ما جرى ولا يزال يجرى فى غزة.. ومنع كل من شارك ويشارك فى ذلك أو يقبله ويوافق عليه ولا يحاول الاعتراض عليه بأى شكل من دخول إسبانيا.. وبالتالى لابد أن تمنع الحكومة الإسبانية دخول نادى مكابى تل أبيب ومسؤوليه ولاعبيه وجماهيره أيضا من القدوم إلى مدريد.

وأن وزير الخارجية مطالب بعدم منح مكابى تل أبيب ومن معه تأشيرات دخول ووزير الداخلية مطالب بمنع عبورهم مطار مدريد.. ونشرت الخطابين صحافة إسبانيا وصحافة إسرائيل أيضا.. ولم تستجب الحكومة الإسبانية لمطالب إيون وأقيمت المباراة بالفعل فى الثلاثين من يناير فى مدريد وانتهت بفوز الريال.. ووقف إسبان كثيرون خارج الملعب سمحت لهم الحكومة بالتعبير عن آرائهم وموقفهم الداعم لغزة وأهلها.. ولم تكن المرة الأولى التى تقوم فيها إيون بذلك وتعلن بصوت عال وواثق أمام الجميع رأيها المعادى والرافض لكل ما يحدث فى غزة.. وكانت لا تزال فى الوزارة حين بدأت الحرب فى غزة ولم يمنعها ذلك من التأكيد على أن قصف الأبرياء والمدنيين فى غزة هو جريمة حرب تستحق المحاكمة والعقاب وأصرت أكثر من مرة على ارتداء الكوفية الفلسطينية تعبيرًا عن تضامنها مع غزة وأهلها.. وتم اتهامها فى شكوى رسمية بمعاداة السامية ولم يعد يليق بها البقاء وزيرة فى حكومة إسبانيا.. ولا يزال هذا الاتهام قائمًا حتى الآن ولا تزال إيون فى المقابل ترفض الخوف والاستسلام.. وكانت إيون بيلارا المولودة فى مدينة بامبيلونا شمال إسبانيا درست علم النفس فى جامعة مدريد ونالت شهادة الماجستير لكن لم تكمل رسالة الدكتوراة وتفرغت لعملها السياسى.
نقلا عن المصرى اليوم