ياسر أيوب
أجمل وأهم ما فى هذه الحكاية هو ما قاله نجم الكرة الإيطالى جوزيبى روسى حين سئل عن سبب اختياره للسير أليكس فيرجسون للمشاركة فى مهرجان اعتزاله الشهر المقبل.. وأجاب روسى مؤكدا أنه حين انتقل إلى مانشستر يونايتد كلاعب لا يزال فى السابعة عشرة من عمره.. فوجئ بالسير أليكس فيرجسون المدرب القدير والشهير يتعامل معه بمنتهى الحب والاحترام.. وأن فيرجسون كان حريصا على عدم التفرقة بين الشاب الجديد الصغير الذى لا يعرفه أحد ونجم الفريق.. ورغم أن جوزيبى روسى لم يقدم الكثير طيلة ثلاث سنوات قضاها مع مانشستر يونايتد إلا أن معاملة أليكس فيرجسون له لم تتغير فى أى وقت.. ورغم انتقال جوزيبى بعد ذلك ونجاحه مع عدد من الأندية الأخرى فى إسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة إلا أنه أبدا لم ينس أليكس فيرجسون وتشجيعه له وكلماته الطيبة التى كان وقتها يحتاج جوزيبى إليها وهو يلعب وسط نجوم كبار يعرفهم ويحبهم الجمهور.
فالإنسان فى بعض أوقاته لا يحتاج أكثر من هذه الكلمة الطيبة ليبقى محتفظا بالحلم وشجاعة الإصرار على تحقيقه.. وكان هذا السلوك أحد أسرار نجاح أليكس فيرجسون وأسباب بقائه كأحد أشهر مدربى الكرة فى تاريخها رغم اعتزاله التدريب فى 2013 بعد 38 بطولة وانتصارا لمانشستر يونايتد.. وحين قرر جوزيبى إقامة مباراة اعتزال ووداع لكرة القدم سيشارك فيها زملاؤه القدامى ونجوم كبار مثل لوكا تونى وجابرييل باتيستوتا وأنطونيو كازانو وسيباستيان فرى.. قرر أن يطلب من أليكس فيرجسون أن يقود أحد الفريقين فى هذه المباراة كمدير فنى أو بالتحديد الفريق الذى سيلعب له جوزيبى روسى.. فقد أراد جوزيبى أن يكون أليكس فيرجسون هو مدربه فى آخر مباراة له مثلما كان مدربه فى مباراته الأولى فى 2004.. ووافق أليكس فيرجسون البالغ من العمر 83 عاما وسيسافر إلى فلورنسا للقيام بذلك احتراما للاعب كان معه فى مانشستر يونايتد منذ قرابة 20 عاما.
وباتت حكاية توقف أمامها الكثيرون وسط أحداث كبرى ومباريات وبطولات تتابعها وتنشغل بها أوروبا.. حكاية وفاء من لاعب لمدرب كبير تحمل هذا اللاعب فى بداياته واحتواه فى أشد أوقاته خوفا وارتباكا.. ومدرب قدير قرر طوال الوقت أنه ليس مسؤولا فقط عن النجوم إنما كل اللاعبين، والصغار قبل وأكثر من الكبار.. ولم يقل أليكس فيرجسون إن العودة للملعب مديرا فنيا لفريق من النجوم المعتزلين ولاعبين لا يعرفهم أحد ستنتقص من قيمته ومكانته.. ولم يكتف بأمنيات طيبة يوجهها لجوزيبى لكنه سيسافر بنفسه وسيقود الفريق من الملعب بنفس الحماسة والاهتمام والجدية التى كان بها يدير مباريات مانشستر يونايتد فى الدورى الإنجليزى وبطولات أوروبا.
نقلا عن المصرى اليوم
