كمال زاخر
الإثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٥
متى ندرك ان مصريتنا حقيقة واقعة موثقة فى عمق الزمن، ولا تقاس ابداً بوهم العروبة المتخيلة والذى لم نر له أثراً على الأرض؟.

دورنا وواجبنا أن ندعم جيراننا، الفلسطينيين، من منظورين انسانى واستراتيچى، ونساندهم فى حقوقهم المشروعة، لكن لا نقف مع من يختطفون قضيتهم الى خنادق فصيل أو انتماء ذاتى غير الوطن.

وحين يقرون أن قضيتهم قضية شعب بكل اطيافه سيقف العالم بأسره معهم ولعلنا مازلنا نتذكر كنموذج "انتفاضة اطفال الحجارة". والتى استطاعت ان تحصد دعم العالم، وحركت العقول المحبة للسلام، ووضعت قصيتهم مجددا فى بؤرة اهتمام العالم، لكنهم اختطفوها لمربع الدين لينفض من حولهم كل هؤلاء ... وتضاف الى قائمة الفرص الضائعة ... ويتقلص  الحلم باسترداد وطن ليصل الى استجداء حكم ذاتى. يرتهن استمراريته برضى غيرهم.

نرفض اتجارهم بحقوق شعبهم، والإثراء من لحمهم الحى، الذى يلقون به قرباناً لرؤاهم الذاتية، بعيداً عن مذبح الوطن.

يجسد هذه المأساة الشاعر نزار قبانى فى (ثلاثية اطفال الحجارة) ويرصد المتاجرون بالقضية تحت زعم العروبة والنضال، فيقول:
بهروا الدنيا
وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاؤوا كالقناديل
وجاؤوا كالبشارة.
قاوموا
وانفجروا
واستشهدوا
وبقينا دببا قطبية
صفحت أجسادها ضد الحرارة.
قاتلوا عنا
إلى أن قتلوا
وبقينا في مقاهينا

كبصاق المحارة:
واحد
يبحث منا عن تجارة
واحد
يطلب مليارا جديدا
وزواجا رابعا
ونهودا صقلتهن الحضارة
واحد
يبحث في لندن عن قصر منيف
واحد
يعمل سمسار سلاح
واحد
يطلب في البارات ثاره
واحد
يبحث عن عرش وجيش
وإمارة.
آه يا جيل الخيانات
ويا جيل العمولات
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك -مهما أبطأ- التاريخ.
أطفالَ الحجارة.
-----------------

وبعيداً عن تحليلات جنرالات الانتصارات المزيفة فأن طوفان ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ هو ابشع صور الخيانات، بل والغباءات، فقد انقلب طوفانا يهدد وجودنا نحن وأرضنا نحن وسلامنا نحن، ليبقى السؤال حتى متى نسدد فواتير غيرنا؟!.