- هل جلد المسيح 39 جلدة؟  ولماذا كيريليسون 41 مرة؟؟
- ما هي عقوبة الجلد في الأديان السماوية.
- هل تنبأ أشعياء النبى عن جلد السيد المسيح؟
- لماذا عقوبة الجلد 40 الا واحد؟


د. أمير فهمي زخارى المنيا
*  كان الجلد وسيلة رومانية للتعذيب الجسماني، وكانت أداة الجلد تتكون من مقبض ترتبط به جملة حبال أو سيور من الجلد، وكانت ترصع بقطع خشنة من العظام أو المعدن لتجعل الضربات أشد إيلامًا وأقوى تأثيرًا. وكان المحكوم عليه يربط إلي عمود وتنهال السياط على ظهره وحقويه (أع 22: 25).

* عقوبة الجلد في اليهودية
وردت الأحكام المتعلقة بالجلد فى مبحث (مكوت) الضربات في أقسام المشنا، وقد حددت التوراة عدد ضربات السوط التي يتلقاها المذنب وهي أربعون جلدة، وذلك وفقًا لما ورد في سفر التثنية (25: 3) "أربعين يجلد"، وقد أشار معظم حكماء التلمود إلى أن العدد المقصود هو أربعون ناقص واحدة أى: (تسع وثلاثون جلدة).

* عقوبة الجلد في الإسلام:
فالزاني عقوبته جلد مائة لقول الله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {النور:2}
 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام. رواه مسلم.

* عقوبة الجلد في المسيحية:
- الجَلد، في السياق المسيحي، مظهر من مظاهر آلام المسيح قبل صلبه،فهل جلد المسيح 39 جلدة؟  ولماذا تقال كيرياليسون41 مرة في صلاه الأجبيه؟؟

- كتابيا لا يوجد ذكر لهذا العدد:
"حينئذ أطلق لهم باراباس وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب" مت 26: 27
فبيلاطس إذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعدما جلده ليصلب "مر 15:15
فحينئذ اخذ بيلاطس يسوع وجلده يو 1:19
والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه "لو 63:22 " ...

- من الآيات السابقة يتضح أن عدد الجلدات لم تذكر وذلك لأنها لم تكن بقانون وإلا كان متي الرسول حرص علي ذكرها لأنه كان يخاطب اليهود وهذه القوانين بعضها بأسفار العهد القديم وليس معني أن بولس جلد 39 جلدة أن يتم قياس هذا علي ذاك حيث أن بولس كان حريصا علي التمتع بالجنسية الرومانية وذكر تفاصيل معينة، يؤكد أيضا أن الجلدات ليس لها عدد معلوم أن ما ذكره معلمنا لوقا الرسول من جلد الجنود للسيد المسيح كان قبل المثول أمام بيلاطس وهيرودس أي أن الجلد كان غير منظم وعلي اكثر من مرة ودون عدد معين لأن أمر الجلد الأخير كان من بيلاطس ، ولم يكن الجنود ملتزمين بالقانون كما يذكر البعض بدليل إكليل الشوك والبصق وتلك لم تكن ضمن العقوبة.

- اما بالنسبة لكيرياليسون فمن قام بوضعها أعتقد أنه كان يعتقد أيضا أن المسيح جلد 39 جلدة لكن لا أعلم لماذا إختار إثنين من الخمس جراحات (اكليل الشوك وطعنه الحربة)، على كل حال الطقس هو ليس كتاب مقدس وهذا ليس معناه تركه لكن معناه أنه قابل للتعديل...

- عن جلد المسيح تنبأ إشعياء النبيّ قائلاً " بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ " (إش6:50) وهكذا تنبأ المسيح عن جلد التلاميذ والمؤمنين " سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ " (مت17:10).

- أما عدد الجلدات فكان (39) جلدة، فى حين أن القانونى (40) جلدة، هكذا جُلد القديس بولس الرسول من اليهود كما قال: " مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً " (2كو24:11)، والسبب فى ذلك هو خوفهم أن يسهو فى جلدة فتزيد الضربات عن (40)، وبهذا يكونون قد خالفوا أمر الشريعة، التى كانت تأمرهم ألا يزيدوا الضربات عن هذا العدد: " فَإِنْ كَانَ المُذْنِبُ مُسْتَوْجِبَ الضَّرْبِ يَطْرَحُهُ القَاضِي وَيَجْلِدُونَهُ أَمَامَهُ عَلى قَدَرِ ذَنْبِهِ بِالعَدَدِ أَرْبَعِينَ يَجْلِدُهُ، لا يَزِدْ لِئَلا إِذَا زَادَ فِي جَلدِهِ عَلى هَـذِهِ ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً يُحْتَقَرَ أَخُـوكَ فِي عَيْنَيْكَ " (تث25: 2،3).

لقد صارت جراحات المسيح، دواء شافياً لأمراضنا، مرهماً مداوياً لجراحتنا، كما قال مُعلَّمنا بطرس الرسول: " الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ " (1بط24:2).
د. أمير فهمي زخارى المنيا