Oliver كتبها
كم أنت  عجيب يا رب.ما هذا الحب الذى أحببتنا.جعلت من حبك لنا كل شيء ممكناً.كل شيء متاحاً لأجلنا.كل شيء ممنوحاً منك بوفرة .بكثرة غناك أضفت للعطايا عطايا.

ليس عندي نقص من شيء لأطلبه.عوزى هو إليك فحسب.لأنك جعلتنى مقيم وسط تلال خيراتك و جبال بركاتك .

لو حجبت وجهك عني لكنت الآن أطلب وجهك .لكنك قدامى وجهاً لوجه لم تحتجب و لا غربتني عنك.عاملتني كطفل لا تغيب عنه أمه.ألبستني ستراً من سترك.كسوتني بغفرانك .تغسلني كل يوم بنور نعمتك.تجددنى و أنا بعد لم أطلب.تبررنى و أنا أجهل حالي.تنميني .لا تنتظر شيئاً.كل يوم تغلبني بسخاءك.كل يوم تضيف إلى عجائبك عجباً.

لو كنت مع ضعفاتي وحدى لكنت الآن أتوسل إليك أن تعيدني بقوتك.لكن ماذا  أقول و أنت في الضعف تحملني.فى السقطات تسندني,لأجل كثرة خطاياي إنهمرت مراحمك.أكثرت العون جداً و أنا من أسفل أنظرك.يداك ممدودتان نحوى فماذا لى بعد.

كلما فكرت فيك تجعلني أفكر بك.تأخذنى لتغذى القلب بأفكارك.تهبنى من روحك شيئاً يشغلني فأنبهر بك ككل يوم.أجلس عند مكان الجباية لآخذ منك نصيبي بكل رضاك.كم مرة تعطني سلاماً قبل أن يضطرب قلبي.كم مرة  تدللني قبل أن تنزعج نفسي.كم مرة تجيب أسئلة لم أعرفها فأسألها .قبل الحيرة تمنح إرشاداً و قبل التيه تنير الطريق . تعالجني قبل أن أدرى أسقامي ما هي. أنت تسبقني في كل الخطوات..تتكفل بي في كل شيء كأنما الوجود كله لى.كم أنت عجيب يا الله.

أبهي عطاياك أن تفتح أختام كلماتك قدام عيني.تأخذنى كغريب لتدلنى إلى طريق وصاياك.بكل الأفواه تخاطبنى.بكل الأيادي تحملني.بكل القلوب تداويني.إذا أخذتني إلى بيتك تدخلني قلبك فأتجول.تأسرني فأبقي في محبتك محاصَراً.تفتح السماء على الأرض لتعزيني يا غير الموصوف ما أعجبك.

كيف هكذا تمنح الصغير الصغير أن يصير في دروبك ,تنزل لى ,تمسك يميني,تصعدني جبالك  فأبصرك تُعلم.أرقبك تصنع المعجزات و لا أندهش.تأخذنى حيث كنت تصلي فأعلم يقيناً أنه لا أحد يعرف أن يصلي علي الأرض.تصوم فيكون صومك تعليماً للكمال.تفتقد العشار فأفرح بإفتقادك لي.تبيت عند الخطاة فأرتاح لمبيتك عندي.أمشي في يدك صوب الجلجثة.هناك أسمعك ترنم نشيد المحبة مع دقات الآلام كلها.أهرول نحو القبر حين يقولون قد مات لكنك هناك تظهر بغير فساد.تبقي بغير حكم الموت.تقوم فيقوم كياني بك.أربعين يوماً تتجلى و تقيمني بك.فماذا أطلب يا عجيب القلب.

أدور بين الموانئ حتي أعثر على سفينتك.هناك رائحة الأسماك الوفيرة لم تزل.ليس من داع لأقول تعبت الليل كله فأنت لم تدعني أتعب كما أستحق.و لا ينبغي أن أقول لم أصطد شيئاً لأنك إقتنصت لي أسماك البحر و شباكي لا تتحمل وفرة عطاياك.جعلت لى تدليل الإبن و نعمة العهد الجديد.جعلت لقاءاً معك فوق أمواج البحر.أمسكت النسائم لى.نقلتني من الغرق إلى الإيمان.الآب يحبني.الإبن يحبنى,الروح القدس يحبنى فلا يعوزنى شيء.

هل لي بلسان فأرنم إسمك الذى خلصني من عيون الفريسية.و جهالة الصدوقيين بالأبدية.أنت أرحتني من سيمون الساحر و أخرست عني روح العرافة.جعلت الملائكة تحارب قوات ما كنت أدرى لماذا هى.صرت شاهدا على حروب كثيرة إنتهت بالنصرة و أنا لم أخرج يدي من جيبي.فتمشيت بك في عالم الأرواح كما في عالم الأجساد.أنا بالإيمان أعبدك و أنت بالعيان تعلمني.

أعظم مدبر أنت.عندك لكل أمر مسار.لكل أحد تدبير.تدير عالم الأرواح و نحن لا نعرف.ترشد القوات السمائية ملاكاً ملاكاً و لا تنس واحداً منها.و على الأرض يظهر جبروت عنايتك بكل نفس.تدير الطبيعة و تغير القلوب  و لا تسكت حتى تخلصنا إرادتك.عيناك لا وصف لقدراتها.يداك تطول كل الأكوان بما فيها.تضحك على الذين يقولون لا إله .مع أن أنفاسنا منك.نبضاتنا منك.خطواتنا بك.نطقنا منك.نومنا و صحونا بيدك.كل ما حولنا صناعتك.مصيرنا إليك.بك يستنير الجهال و  يتعظون.

أراك تأخذ القلوب في جولة .تملأها بالحب و تعيدها.و من يرفض الإرتحال إليك  تغير قلبه.جعلت قلادة لا أول لها و لا آخر .معقودة من قلوب محبيك.هؤلاء الذين أنطقتهم تسابيحك فتلذذوا.كلهم يقولون فيك عجباً عجباً يا الله.

يعوزني فكراً ليس في فكري.و كلاماً ليس على الأرض.كى أخاطبك كما ينبغي .فليس هناك في قواميس الناس مفردات تشبهك.لا يعرف الحكماء شيئاً عن فكرك.و لا إقترب أحد من النار الآكلة.مجدك فوق الفوق و لا من يدركه.تواضعك تحت التحت و ليس من يحويه.فى الوقوف قدامك فطام محبوب عن العالم.إتجاه نحو الأبدية و شبع القلب.يراك القلب كثيراً و يرفض أن يصفك مرة.لأنك بالحقيقة عجيب أنت يا رب.