محرر الأقباط متحدون
شارك المسؤول عن الشؤون العامة في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان المطران روبرتو كامبيزي في أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الإداري لمؤسسة يوحنا بولس الثاني من أجل الساحل، والمنعقدة في داكار بالسنغال من السابع عشر وحتى الحادي والعشرين من الجاري. عبر سيادته عن قرب البابا فرنسيس من هذه الهيئة التابعة لدائرة التنمية البشرية المتكاملة، مسلطاً الضوء على الهشاشة التي تعاني منها القارة الأفريقية بسبب الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية.

مؤسسة يوحنا بولس الثاني من أجل الساحل أبصرت النور برغبة من البابا كارول فويتويا في العام ١٩٨٤، وذلك في أعقاب أول زيارة رسولية قام بها إلى أفريقيا، هذه القارة التي ما تزال تعاني من الهشاشة، كما قال المطران كامبيزي، نتيجة الصراعات المسلحة الدائرة في بعض دول الساحل، ناهيك عن الكوارث الطبيعية. وأضاف أنه من الأهمية بمكان أن تبقى المؤسسة أمينة لدعوتها، لذا إنها مدعوة إلى المساهمة في التنمية البشرية المتكاملة، موجهةً مبادراتها ونشاطاتها استناداً إلى الدستور الرسولي Praedicate Evangelium .

هذا ثم وجه سيادته كلمة شكر إلى رئيس أساقفة داكار المطران بنجامين نداي على الضيافة المقدمة للمؤسسة، وسلط الضوء على الاهتمام الأخوي وعلى الشهادة للشركة الكنسية القائمة بين الأساقفة الذين يديرون شؤون هذه الهيئة الحبرية. بعدها تمنى المسؤول الفاتيكاني أن يشكل هذا اللقاء فرصة للتفكير معاً في القوانين الجديدة التي تنظم نشاط المؤسسات الفاتيكانية، وذلك تماشياً مع دعوة البابا فرنسيس إلى إصلاح الكوريا الرومانية في ضوء إصلاح شخصي ينبع من الداخل في المقام الأول.

من بين المشاركين في أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الإداري لمؤسسة يوحنا بولس الثاني من أجل الساحل الراهبة أليساندرا سميريلّي، أمينة سر الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، والتي تطرقت في مداخلتها إلى أهمية التعامل مع أوضاع الظلم التي هي سببٌ للصراعات المسلحة والحروب الدائرة في منطقة الساحل. وشددت في هذا السياق على ضرورة أن تتكاتف جميع الجهود المبذولة هناك وتنضم إلى جهود البابا فرنسيس الهادفة إلى مكافحة الفقر وتحقيق التنمية البشرية المتكاملة لدى جميع الأخوة والأخوات، فضلا عن البحث عن تعايش سلمي بين شعوب المنطقة. وقالت إن هذا هو التحدي الأكبر الذي ينتظرنا اليوم.

هذا ثم شكرت الراهبة الإيطالية جميع الأشخاص الملتزمين في النضال من أجل أفريقيا أفضل، حيث لا تُداس كرامة أي شخص، وحيث تصبح الأخوّة واقعاً ملموساً، ومصدراً للفرح والرجاء بالنسبة للجميع. وفي سياق حديثها عن عملية إصلاح المؤسسات البابوية، تمنت الأخت سميريلّي أن تعكس التدابير المتخذة القيم الكونية للعدالة والتضامن والرأفة، وأن تكون موجهةً دوماً نحو الخير العام والعمل من أجل السلام والصداقة الاجتماعية، وأن تحمل تغيرات تصب في صالح التنمية البشرية المتكاملة في منطقة الساحل.