د. أمير فهمى زخاري
 
ثلاثة أقوال درج العرب العاربة على التلفّظ بها عند نفاد الصبر أو تفاقم الأمور... يا ترى إيه معناها..
العباره الأولى وهى "طفح الكيل"…. 
جملة شهيرة… نسمعها.. نتداولها… نقرأها كثيراً...
فسّرها أهل اللغة بأنها.. تعني: امتلأ حتى فاض، ونحوهُ.
 
والكيل هو الإناء أو الوعاء، أو بمعنى: امتلأ الوعاء حتى فاض فلم يعد هناك صبر أو مقدرة على الاحتمال أي نفد صبره… وهناك من فسر العبارة: بأن الأمر زاد عن حده وبلغ منتهاه...
 
وتستعمل كلمه طفح (طفح المجاري) .. 
 
وهو مصطلح يتداوله أسياد البنيه التحتية ويعني أن المجاري (فاضت) بسبب ازدياد الضغط عليها أو بسبب القِدم والوهن الذي أصابها أو بسبب ضيق الأنابيب الناقلة وعطل أجهزة ومعدات محطات المعالجة، وهذا ما يجعلها تفيض على جوانبها فتكون خارج حدود السيطرة، وهذا نتاج طبيعي.. أما لسوء التخطيط والفشل أو بسبب الإهمال أو التقاعس أو الفساد..
 
اما العباره الثانيه "وبلغ السيل الزبى" فمعناها هو...
 
الزُّبى: جمع زُبْيَة وهي حُفْرةٌ تُتّخذ لصيد الحيوان المفترس في مكان مرتفع، فإذا جاء المطر وكان سيلاً قوياً، فإنّ ذلك يؤدي إلى بلوغ الماء وتجاوز الحد، وبالتالي فقدان الزُبْيَة أي الحُفرة.
‏ - وتقال هذه العباره للأمر إذا تجاوز حدّه ولا يُسْكتُ عنه. • 
اما العباره الثالثه وهى :
"ولم يبق فى قوس الصبر منزع" فمعناها...
 ان القوس حين تنزعه وتشده لينطلق السهم  ولتبعد الرمية وتقوى، تكسره احيانا بقوة الشد..
 
خالصه القول:
"لقد طفح الكيل ، وبلغ السيل الزُّبَى ولم يبق فى قوس الصبر منزع"
هو أحد الأمثال العربية التي قيلت في قديم الزمن وما زالت مشهورة حتى يومنا هذا، ويشير المثل في معناه إلى أن الأمور زادت عن حدها، وبلغت شيئاً لا يمكن تحمله، كما يُقال هذا المثل حيث نفاذ الصبر وخروج الأمور عن السيطرة، والوصول إلى نقطة لا يمكن السكوت عليها أبداً، فيُقال هذا المثل في وقت الغضب والضجر.