مراد وهبة
بدأ الاهتمام بالدراسة العلمية للطفل منذ القرن السابع عشر. نشر Johan Amos عام ١٦٢٨ كتابه «مدرسة الطفولة» واضعاً التربية الملائمة للطفل فى سنواته الست الأولى وكان هذا الكتاب موجهاً للطبقات الأرستقراطية فكانت فائدته مقصورة على الذين يتقنون القراءة، غير أن أموس كان يدعو إلى نشر التعليم بين الجميع، وقد ضمن آراءه فى التربية فى كتابه «فن التعليم» فيقول إن التربية يجب أن تتبع الطبيعة وأن تسير بالتدريج من السهل إلى الصعب ومن المعلوم إلى المجهول ومن القريب إلى البعيد. ومن واجب التربية أن تعد الطفل لكى يعيش فى بيئته وعصره. ولكى يجعل القراءة فى متناول الجميع، وييسر تعليمها نشر كومينيوس فى عام ١٦٥٧ أول كتاب مصور للأطفال بعنوان Orbis pictus أو العالم المصور قائلاً إن تعليم الأطفال يجب أن يبدأ بالمحسوسات تمهيداً لفهم المجردات. وكان كومينيوس يدعو إلى تحقيق السلام العالمى والتفاهم الدولى عن طريق نشر العلم وتوحيد العلوم، ولذلك اقترح إنشاء معهد دولى فى إنجلترا أطلق عليه اسم Pansophic College غير أنه لم ينجح فى محاولته هذه. ويعتبر كومينيوس منشئ التربية الحديثة، غير أن آراءه ظلت منسية خلال قرنين، ولم تكتشف كتبه إلا فى منتصف القرن التاسع عشر.
فى القرن الثامن عشر: اهتم فلاسفة القرن الثامن عشر بأسس التربية وتنظيم المدارس نذكر دعوة لوك الفيلسوف الانجليزى إلى استلهام الطبيعة فى وضع أسس فن التربية. وتبعه فى هذه الدعوة الكاتب الفرنسى المشهور جان جاك روسو فى كتابه «إميل» الذى نشر سنة ١٧٦٢ ثم Pestalozzi فى سويسرا وHerbart فى ألمانيا.
ومنذ القرن الثامن عشر اهتم بعض المربين والأطباء بدراسة نمو الأطفال ووصف سلوكهم، نذكر فى هذا الصدد ملاحظات Pestalozzi على طفلة فى سن الثالثة والنصف عام ١٧٧٤ ثم دراسة الطبيب الألمانى Tiedeman لأطفاله الصغار عام ١٧٨٧. وفى القرن التاسع عشر لم تستأنف دراسة الطفل على نمط بستلوتزى وتيدمان إلا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر نذكر من هذه الدراسات: نمو الطفل لـــ Taine وترجمة تخطيطية لطفل صغير Darwin. وفى أمريكا دراسة شين وقد طبقت المؤلفة طريقة ويلهلم وقارنت بين نمو ابن برير ونمو الطفلة التى درستها ومن العلماء الأمريكيين الذين نهضوا بدراسة الطفل والمراهق Stanely Hall فبفضله اتسعت حركة سيكولوجية الطفل، وأخذ علماء النفس يدرسون الطفل وقدراته الجسمية والعقلية دون التقيد بأغراض تربوية. كما أنهم نجحوا فى إثارة اهتمام الوالدين بدراسة أطفالهم والتزود بالمعلومات السيكولوجية التى تفيدهم فى فهم نفسية أطفالهم. وأسفرت هذه الحركة عن تكوين جمعيات علمية لدراسة الطفل والعناية به فى ضوء اكتشافات علم وانتقلت هذه الحركة إلى أوروبا وأدت إلى تأسيس جمعيات مماثلة فى إنجلترا وبولندا وألمانيا وفرنسا. وعقد أول مؤتمر دولى لدراسة الطفل فى برلين.
وصاحبت حركة إنشاء الجمعيات العلمية صدور المجلات الخاصة بالطفل نذكر منها
Pedagogical Seminary تحت إشراف Stanely Hall وفى إنجلترا أخذ James Sully
بنشر مجموعته Studies in Childhood. وغيرها فى المجلات فى إنجلترا وألمانيا وفرنسا وأحدث مجلة فى هذا المجال مجلة Enfance for Henri Wallon فى باريس عام ١٩٤٨.
نقلا عن المصرى اليوم