بقلم: أودلف موسى

 إننى قد سكت كثيراً لأننى لم أريد أن أسبق الواقع الحقيقي لعل هناك حكمة ما وراء كل هذه الأحداث اللامعقولية. كنت أظن أن كثيرًا من هذا الذي يحدث و لا أفهمه أو لا يفهمه أحدًا سوف يتضح فى المستقبل لكى يمكن للعقل العادى فهمه. 

 
فمثلاً، هل وصل أقباط مصر إلى هذا الحال أن نهلل و نمجد كل من هنئنا بالعيد ونعتبره شئ فوق ما نستحق، وأن هذا الإنسان يمن علينا بعطفه كقلب كبير؟ هل أصبحنا بهذا القدر من الحقاره وعدم الثقه بقيمتنا كمواطنين مصرين يعيشون فى بلدهم؟ هل وصل بنا الحال ان نتمنى عودة المادة الثانيه العنصريه و التى تجعلنا اهل ذمه فى بلادنا للدستور العنصرى السابق كما كانت و نقول انها ارحم عن ما نحن عليه الآن؟ هل فقدنا كرامتنا كبشر لهم الحق فى كل شئ فى بلادهم؟
 
 إنني لا أطالب بمسأواتى بالمسلم لأن المسلم لن يكون مقياس لى و لحقوقي، ولأننى أريد أن أكون فى بلدى ولدي كل حقوق مواطن بلد متحضر يعيش فى القرن ال21.
 
 أشياء كثيره تحدث فى بلدنا و نحن لا نمثل فى الحياة المصرية إلا الهامش الذى لا يحسب له حساب، وعندما يسأل أحداً عن السبب يقال "يا راجل، نشكر ربنا اننا لسه عايشين!". إننا نشحذ استعطاف الآخرين و ان يلقوا لنا بعظمه يكون فيها ولو فتفوتة لحمه. هللنا لكل من تعطف علينا بلقمه ناشفه و قال "اخواتى الاقباط لهم حقوق" هللنا له و اعطينا له لقب العظيم الرائع!
 
إنى أريد أن أقرع على بعض الأفكار الجديدة التي لا أريد بها مهاجمة أي عقيدة، ولكن كتب علينا أن نعيشها بل نقبلها بالإكراه. عندما، على سبيل المثال، اسمع:
- رئيس مصر يعطى كلمة شرف بحلفه اليمين على الدستور المصرى الذى كان آن ذاك و بالحفاظ على كل مواده و بعد هذا يقلب عاليه واطيه و يلقى هذا الذى اقسم عليه فى الزباله و يدعى انه سوف يصوم ثلاثة ايام ليغفر له ربه هذا القسم الكاذب فهذا لا يعنى الا فقط لاغير ان هذا الرئيس ليس له شرف و لا كلمه يستطيع ان يثق بها احداً بعد ذلك. حتى كل ما وعد به من ما اسماه بالطريق لل "رخاء" أو حتى حل لأزمة صغيرة ما فقط ليس اكثر، لم يستطع التمسك بأى من وعوده بل غير كل وعد. هنا كشف عن شخصيته انه ليس بهذا القائد الذى له قدرة القياده. ان كلمة الشرف هى التى تحدد مصداقية و رجولة الرجل و ايضاً كلمة المرأه لانها ليست اقل، التى علي من اعطاها كواجب مقدس ان ينفذها حتى و ان كانت على حساب خسائر جسيمه له فهو مربوط بكامة الشرف اى بالقسم. عندما يدعى ان كل هذا يمكن الرجوع فيه لان شريعته احلت له ذلك ان صام ثلاثة ايام فلا تطلب من اى انسان ان يصدقك بعد هذا بل لا يستطيع تصديق أو احترام عقيدتك التى أوصلتها انت بذاتك للناس على انها بهذه الطريقه. لقد اسأت لعقيدتكم سيدى الرئيس اكثر من اى انسان على غير عقيدتكم ان سبها و لعنها.
 
- داعية ذو شأن عظيم و تأثير أعظم على كل المدروشين الذزج والذين فى عصرنا هذا من الأغلبية الساحقة أسمه "محمد حسان" يلقن اتباعه محاضره عن كيفيه الكذب الشرعي وإنه حلال عندما يستعمل الاستعمال الذى يتماشى مع الفقه الذى ينتمى هو اليه! يدعى إنه لا حرج و يجوز هذا النوع من الكذب. من يستطيع بعد هذا أن يثق بأى مسلم مهما اقسم على كل ما هو مقدس لديه؟ إن أدعيت إنني لا أستطيع أن اثق فى كلمة أو قسم أي مسلم بعد ذلك، حتى وأن اقسمها على كتابه المقدس فلابد ان اكون على حق لان العالم الجليل قد افتى بذلك.
 
- عندما يخرج داعية آخر و يدعى انه فى بعض من الاحيان مجبر على شتيمة و لعن و سب انسان أو انسانه ما لان شريعته تجبره على ذلك و يتلوا بعض من قصائص الشريعه من كتابه المقدس الذى لم اقرأه انا من قبل و آخذ كلمته كثقه لانه عالم من علماء الدين و الفقه الموثوق منهم لكى يثبت صحة ما يقول! يؤكد هذا ليس واحد منهم فقط بل آخرون ايضاً ان ربه شتام و لعان و قليل الادب ولا احد يستطيع ان يقول غير هذا لانه يؤكد صدق ما يقوله بآيات من كتابه المقدس و من سنته التى لابد ان تؤخذ من الجميع حتى ممن لا يتبع هذه السنه كمسلمات، فان من حقى ان ارفض هذه الشريعه التى لن اقبلها مهما حدث. لكن هذه الشريعه تتحكم فى عن طريق قوانين دستور البلد التى اعيش فيها. لأجل هذا ارفض هذه الشريعه التى أوصلونها لى اياهم. مثل هؤلاء العلامه الجهابزه: السيد عبدالله بدر، الشيخ ابو اسلام، الشيخ الزغبى، الشيخ البرهامى، الشيخ محمد حسان، الشيخ اسرائيل آسف يعقوب و كثيرون آخرون! هل هذا هو الاسلام الذى تريدون توصيله للناس؟ ألا يستحى أي منهم توصيل عقيدته للناس بهذه الطريقة؟ فأن كان أمام أي عاقل متحضر فقط هذه الشريعه أو الالحاد الذى لا يسمح بالسب أو اللعن بحكم قانون بشرى وضعه بشر، فأى منهم تختار؟
 
- يأتى على هذا والأفظع من هذا هى كمية الهيجان الجنسى من كبار فقهاء العلماء فى العقيده و الدين الذين يناشدون بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر من كثير من الشيوخ على رجل مثل الرائع باسم يوسف! انا شخصياً اجد في هذا الانسان كل ما هو رجوله حتى و ان كانت عينيه ملونه و انيق الزى فهذا لا يمنع اى رجل بهذه المواصفات ان يكون رجل بكل انواع الرجوله. سؤالى هو، ماذا يشعر مثلاً السيد ابو اسلام عندما يغازل رجلاً و يطلب منه وضع النقاب لانه يثيره جنسياً؟ عندما ذكرت من قبل، ان الكبت فى كل شئ الذى حدث للشعب المصرى تجاه ما هو محرم حسب الشرع الذى يوهمه به فلاسفة الغبره ممن يدعون على انفسهم علماء الفقه و ان على المرأه ان تكون ملثمه بالكامل لان الرجل الشرقى قد قلب الى اقل من حيوان ان رأى امرأه لن يستطيع الا ان يقفذ عليها و يغتصبها لانه يعيش بالفطره و لانه غير قادر ان يكون انسان يتحكم فى شهواته، ايضاً رغم العجز الجنسى بعض الرجال تجاه النساء بعض الاحيان و الذى يريد تغطيته هؤلاء بهذا الهبل يجبره ان يغطى هذا العجز بوضع فرمانات يعللها بأوامر إلهية لا يحق لاحد المناقشه فيها أو فهم لماذا اصدرت.
 
- مثل ذلك الهيجان الجنسى المفضوح للسيد "عبدالله  بدر" على أحد الممثلات والذي يوضح بصراحه أنه كان يريد الوصول لهذه الممثله بأى ثمن و لم يستطيع خلعها من احلامه من الهوس الذى ركبه. لم يتمكن الوصول لها فأصبح يهاجمها فى كل مكان لان الإعجاب المفرط فيه يتحول لمن لم يستطيع الوصول لملكة أحلامه إلى "ان لم استطيع انا الوصول لها فتكون محرمة على الآخرين!". يدعى عليها بالفجور لكى يجعل كل رجل ذو شرف يبعد عنها!
 
- نأتي إلى "ديكتاتورية من ليس لديه شخصية أو قدرة وضع الخطوط"، هذه الظاهره نجدها واضحه لدى رئيس جمهوريتنا. إنني لا أفهم شخصية هذا الرئيس إلى الآن بوضوح، لأننى أجد أن شخصيته مهزوزه بطريقه خطيره. كيف يمكن لقائد مهما كان حتى وإن كان قائد طابونه أن يقود بمثل هذا التوتر الفكرى الملحوظ و شخصية الغير واثق من نفسه؟ من علامات القياده هى وجوب القائد على ان يفكر مرات كثيره قبل اصدار القرار الذى يريد أن يتبع ان كان هذا القرار من المستطعات ام فقط هبل؟ ان وجد انه غير مستطاع التطبيق و لكنه مصر على إصداره، لابد أن يكون لديه قدرة امتلاك توصيل الفكره أو القرار الذى يريد تطبيقه و قدرة اقناع مستمعيه بصحة و روعة هذا الفكر أو القرارات حتى و ان كان خطأ. هذه الظاهره و الموهبه كانت تلاحظ عند "جمال عبد الناصر" بقدرته الهائله ببيع السموم للناس على انها اروع فيتامينات سوف تسبب له السعاده. عندما يقف انسان امام اسد و يعطى لهذا الاسد الطابع انه مهزوز يجعل الاسد يهجم عليه و يفترسه. هذا ما حدث مع رئيس مصر الحالى، عندما وقف يلقى بعض الهبل على الشعب و هو مهزوز و الشعب لاحظ هذه عدم الثقه بالنفس عند رئيسه، قام عليه هذا الأسد أي الشعب و أراد افتراسه لولا انه وجد طريقه للهروب و الاختفاء منه. وجد ايضاً هذا المهزوز تعضيض من عشيرته من الضباع ذات الرائحه الكئيبه و الكريهه بجانب صعرها و الذين وجدوا بكثره و توحش امام الاسد المتألم بضياع عرينه ليملوا عليه الامر الواقع و هو "هذا اليوم هو يوم الضباع". قد نسى الضباع ان هناك الغد و سوف يأخذ الغد شكلاً جديداً لا يتماشى مع عنف و بلطجة الضباع و سوف يكون الاسد فى هذا اليوم هو المنتصر. يستعمل هذا الرئيس كلمات لا يفهمها حتى هو نفسه و يخيل له انه باستمعالها يوصل للناس عبقريته فى الاعجاز اللغوى الفصيح. ايضاً يطلقها لانها فى نظره ذات رنين جميل فى اذنه هو و نسى ان هذا الرنين لابد ان يكون مقبول لآذان شعبه و ليس له هو و عشيرته فقط.
 
ضاعت الموضوعية و الواقعية من حياة الشعب المصرى لأنه أصبح يعطى أذانه والحكم على ما يسمى بالحق أو الباطل لمهرتلين ابتكروا لانفسهم حرفة بيع العقيدة كما يرون لهبل وجهله يأخذوا ما ادعوا لهم هؤلاء الضباع انها مسلمات بالحق، كمسلمات و لغوا عقولهم فأصدأت هذه العقول و اصبحت لا تصلح الا للسمع و الطاعه و العنف الغبى لإجبار الاخرين على اتباعها بقوة الجهل. يريدون توصيل فكر أهبل للناس و هو فكرة المسلمات الألهية!