الراهب القمص بطرس البرموسي
دكتوراه في تاريخ الاقباط / جامعة الإسكندرية


المسيحية الأرثوذكسية ليست مجرد التزام طقسي أو نظري، بل هي حياة روحية تُبنى على أساس الإيمان، المحبة، والنعمة الإلهية. فالإنسان المسيحي الأرثوذكسي مدعو إلى العيش بحسب الروح، مقتديًا بالسيد المسيح، متمثلاً بالقديسين، ومستندًا إلى تعاليم الكنيسة المقدسة. وتتمثل صفاته في عدة جوانب رئيسية، تشمل الإيمان العميق، المحبة، التواضع، الطاعة، الجهاد الروحي، والاتحاد بالله من خلال الأسرار المقدسة.

1. الإيمان العميق
الإنسان المسيحي الأرثوذكسي يتميز بإيمانه القوي بالله، إذ يستند إلى تعاليم الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة المقدس. هذا الإيمان ليس مجرد معرفة عقلية، بل هو حياة تُعاش بمحبة وثقة في الله، متجذرة في الأسرار الكنسية والصلاة اليومية.

2. المحبة المسيحية
المحبة هي جوهر الحياة المسيحية. فالمسيحي الحقيقي يسلك بالمحبة غير المشروطة تجاه الجميع، مقتديًا بمحبة المسيح للبشرية. هذه المحبة تشمل حتى الأعداء، كما أوصى السيد المسيح بقوله: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم" (متى 5: 44).

3. التواضع والوداعة
التواضع هو فضيلة أساسية في الحياة الأرثوذكسية. فالمسيحي الذي يسلك بروحانية أرثوذكسية يدرك أن كل شيء هو عطية من الله، وبالتالي لا يتكبر أو يتفاخر. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "التواضع هو أساس كل فضيلة".

4. الطاعة والخضوع لإرادة الله
الطاعة هي علامة على الاتكال الحقيقي على الله. فالإنسان المسيحي الأرثوذكسي يطيع وصايا الله بإرادة حرة، ويخضع لمشيئته الإلهية بثقة تامة، مقتديًا بالسيد المسيح الذي قال: "لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك" (لوقا 22: 42).