كتب - محرر الاقباط متحدون 

وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة لشعب الكنيسة، بمناسبة سبت الراقدين، تحت عنوان "أسرار الحياة الثانية"، من كتاب ظهورات وعجائب ملائكية، للأب يوحنا بدور.
 
كان القديس مكاريوس الكبير (القرن الرابع م) ماشياً مرة في البرية فقابل شخصاً له طلعة ملائكية ونعمة فقال له:
+ أراك يا ولدي وأعجَب منك. ألعلك لست بشراً؟
- أنا ملاك، قال ذاك، وضرب مطانية أمام البار. قد أتيت لكي أُعلّمَك الأسرار التي لا تعرفها وترغب بمعرفتها.
 
+ أخبرني يا ملاك الله. هل يعرف البشر بعضهم بعضاً في الحياة الثانية؟
- كما يعرفون بعضهم هنا فكذلك هناك. إنهم يفرحون مع بعضهم ويتحادثون ويسلمون على بعضهم بعضاً ويطلبون أن يتعرّف أحدهم على الآخر. ولكن هذا الحال يسري فقط على الأبرار.
 
+ ماذا يحصل بعد خروج النفس من الجسد؟ 
- تحاول الملائكة الدفاع عن النفس بإظهار أعمال هذه النفس الحسنة مقابل الخطايا التي تبرزها الأرواح الشريرة. ثم تُصعد النفس لتسجد أمام عرش الله.
بعد ذلك، تأخذ الملائكة النفسَ وتقودها إلى السماء لكي تسجد للرب. من الأرض إلى السماء يوجد سلَم غير منظور كبير جداً. على كل درجة يوجد مجموعة من الشياطين يُقال لها محطات التعشير. وهي تريد أن تختطف النفس ولهذا السبب تُظهِر للملائكة أعمال النفس الشريرة مكتوبة. بالمقابل تُظهِر الملائكة أعمال النفس الصالحة. ويقومون بوزن الأعمال ويدور بينهم جدال كبير. إذا كانت الأعمال الصالحة أكثر من السيئة تتقدم النفس إلى الدرجة الأعلى. وإذا كان العكس تأخذ الشياطين النفس إلى الجحيم. ما يقاسيه الذين في الجحيم من عذاب أمر لا يمكن وصفه. ولكن أيضاً ما يتمتع به الذين يخلصون في السماء أيضاً لا يمكن وصفه.

+  هل يتمتع الخاطئ بأي نوع من الراحة؟ هل لعذاباته نهاية؟
- كلا، ملكوت الصديقين لا نهاية له وجحيم الخطأة لا نهاية له.
+  قل لي أرجوك أية صلاة تناسب الرهبان أكثر من غيرها؟
- إذا كان متعلماً تناسبه مزامير داود. وإذا لم يكن كذلك تناسبه صلاة "يا ربي يسوعُ المسيح، ابنُ الله، ارحمني أنا الخاطىء". هذه الصلاة هي الأقوى. كثير من الدارسين تركوا بقية الصلوات وأبقوا لنفسهم صلاة يسوع هذه فقط وخلصوا. إذ يستطيع أن يمارس هذه الصلاة الرجال، النساء، الأولاد، الرهبان، المتعلمون والأميّون، المختبرون وعادمو الخبرة. الشخص الّذي يريد أن يخلص، فليكررها نهاراً وليلاً، في قلايته، في الطريق، سواء كان جالساً أو مزاولاً عملاً ما، وليتفوّه بها بتوق ونباهة لأنها قادرة أن تساعد كل إنسان من أجل خلاصه، تفوّه الملاك بهذه الأمور واختفى.