ياسر أيوب
كانت شانتال تعرف أن ما ستغنيه مساء الخميس الماضى لن يعجب الجمهور الأمريكى الحاضر فى ملعب تى دى جاردن بمدينة بوسطن.. وكانت تتوقع أن الأمريكيين سينتقدونها ويهاجمونها ويسخرون منها.. وكان الأمريكيون فى المقابل هم الذين لا يعرفون أن شانتال كرفيازوك لم تكن فى تلك الليلة مطربة كندية، كل ما يعنيها هو تصفيق الجمهور لها والإعجاب بها.. إنما كانت مواطنة كندية اختارت وقررت أن تقول لا للرئيس الأمريكى بطريقتها الخاصة وبما تستطيعه وتقدر عليه.. وكانت الحكاية قد بدأت العام الماضى باتفاق على إقامة دورة رباعية فى هوكى الجليد فى يناير ٢٠٢٥ تشارك فيها الولايات المتحدة وكندا وفنلندا والسويد.. وأن تقام المباريات الأولى فى مدينة مونتريال بكندا وتستضيف المباراة النهائية مدينة بوسطن بالولايات المتحدة.. وتقرر ذلك كله قبل دخول دونالد ترامب البيت الأبيض كرئيس أمريكى جديد أعلن عن رغبته فى الاستيلاء على دولة كندا لتصبح الولاية الأمريكية الواحدة والخمسين.
وهكذا بدأت الدورة الدولية فى ١٢ فبراير الحالى وسط أجواء متوترة وصاخبة بين كندا والولايات المتحدة.. وزادت درجة التوتر بعد فوز الأمريكيين على الكنديين فى مونتريال.. فعلى الرغم من قوة كندا ومكانتها كدولة عظمى فى هذه اللعبة إلا أن الكنديين كانوا على استعداد لقبول الهزيمة أمام الأمريكيين فى أى وقت إلا الأيام الحالية بعد إعلان الرئيس ترامب.. وبعد فوز الولايات المتحدة أيضا على فنلندا وخسارتها أمام السويد وفوز كندا على السويد وفنلندا.. تأهلت الدولتان للمباراة النهائية الخميس الماضى فى مدينة بوسطن.
وكان من المفترض أن تقوم المطربة الكندية شانتال كرفيازوك بالغناء قبل بدء المباراة.. وهى ليست مجرد مطربة إنما شاعرة وعازفة بيانو وغنى كلماتها مطربون آخرون كنديون وأمريكيون، وشاركت بأغانيها وموسيقاها فى أكثر من فيلم سينمائى أمريكى.. وحين وقفت شانتال لتغنى قبل بدء مباراة كندا والولايات المتحدة.. فوجئ بها الجميع تقف وتغنى النشيد الوطنى الكندى مع تغيير فى كلماته لتؤكد أن كل الكنديين يقفون معا ويقولون لا للرئيس الأمريكى، وأن كندا ستبقى كندا وستظل وطنا لأبنائها ولن تتحول أبدا لولاية أمريكية.. واستهجن الأمريكيون فى المدرجات ورفضوا وسخروا مما تقوم به شانتال، واعتقد بعضهم أنها لا تحفظ النشيد القومى لبلادها، وأكد بعض آخر أن غناءها كان أسوأ ما فى المباراة.. ولم تهتم شانتال بكل ذلك، وقالت فيما بعد إن هذا هو مفهومها للفن وللغناء، وإن هناك لحظات لابد أن يقف فيها الجميع مع بلدهم.. وفازت كندا بالمباراة، وقال جون كوبر، مدرب المنتخب الكندى، إن لاعبيه لم يلعبوا مجرد مباراة، إنما تحولوا فى لحظة لجنود يدافعون عن شرف وكبرياء ووجود كندا.
نقلا عن المصرى اليوم