دكتور بول غبريال – راعي الكنيسة العربية – شيكاجو
أعظم ما يميز تلاميذ المسيح هو قرب الرب منهم، وليس فقط البركات أو الحماية التي ينالونها. فالعلاقة بين الله وأبنائه ليست شكلية، بل حية ومستمرة، حيث يسمع صلواتهم ويستجيب لهم، كما جاء في الكتاب المقدس: “لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟” (تثنية ٤: ٧).
إلى جانب القرب الإلهي، علم الله شعبه كيف يحيا وفق شريعته العادلة، مانحًا إياهم قوانين تقودهم إلى البر والسلام، كما ورد: “وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ” (تثنية ٤: ٨).
أما الإرث الحقيقي الذي ينبغي أن نتركه للأجيال القادمة، فليس المال أو الاستقرار، بل تعليمهم كيف يكون لهم علاقة شخصية مع الله، استنادًا إلى وصيته: “وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ” (تثنية ٤: ٩). فالإيمان الحي هو أعظم ما يمكن توريثه، لأنه يضمن لهم السير في طريق الحق.
وأخيرًا، الشكر لله على نعمته العظيمة، التي جعلتنا قريبين منه وعلمتنا أن نحيا في نوره. نصلي أن يمنحنا الحكمة والقوة لننقل هذا الإيمان للأجيال القادمة، ليظلوا ثابتين في معرفته وسيرته.