المستشار نجيب جبرائيل
رغم وجود رجل مثقف ومنفتح وشاب علي رأس أكبر مؤسسة ثقافية في مصر وهي وزارة الثقافة والمفترض أن يحدث تغير كبير في مستوي التفكير والنضج الثقافي ومن ثم إحداث نقله كبيرة في ثقافة الوعي لكن للأسف ما يحدث وما تكشف عنه السشيويال ميديا يوميا وأنا اعتبر أنها تمثل القوي العظمي من تحديد مستوي النضج الثقافي ومحو ما يسمي التفكير المتطرف وأنا اقصد التفكير المتطرف هو التفكير الإرهابي نحن الحمد لله بفضل أجهزة الامن لم يعد يشكل الإرهاب هاجس للمصريين ولكن ما يزال العقل المصري لا يفكر في ما يستطيع أن يصل إليه طموحه من تقدم في المعرفة والتكنولوجيا واحترام مفاهيم حقيقية لحقوق الانسان.
لعل ما نلاحظه علي مواقع كثيرة من الميديا هو غلبة التفكير الديني علي الوعي العقلي وأن شئت القول تغليب العاطفة الدينية المتشددة عن صحيح مفهوم الدين.
لعل ما حدث من قيام فضيلة الامام الأكبر وتكرمه بإرسال برقية يتمني فيها بالشفاء لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان متمنيا له الشفاء العاجل واستبق فضيلته كلمات البرقية بلفظ "أخي البابا فرنسيس" فانهالت التعليقات تعتب بل تعنف فضيلة الإمام كيف يخاطب البابا فرانسيس بلفظ أخي والأخير مشرك وكافر وكان يكتفي باتصال تليفوني فحسب.
وربما يعترض قاري ويقول ان هؤلاء قلة لا يمثلون الأغلبية.. لا يا صديقي لا ينبغي التهوين من الأمر ما من مرة تذكر فيها مثل هذه الاحداث الا وظهرت هذه الثقافة المتطرفة وطفحت بكل مجاريها.
منذ شهرين تقريبا حينما اهان لاعب كرة جزائري أحمد قندوسي يلعب داخل مصر في احد الأندية المصرية وأهان المسيحيين وحرض علي عدم التهنئة لهم برأس السنه ووصفهم بالمشركين فطالبت من المسؤلين محاسبة هذا اللاعب فكان من نصيبي لا اجد صفحات تكفي من السباب والشتائم واتهامي بالكفر ودفاع مستميت عن اللاعب بانه هو يمثل الإسلام الصحيح.
فقط اردت ان اعرض نماذج قليلة للغاية وهناك الكثير والكثير..
الحقيقة أنا اقصد وخوفي ان الدولة بكل هذه الجهود الجبارة التي تبذل من اجل رفع المعاناة عن الشعب المصري نجد من يحاول ان يقودنا الي القاع
اعتقد ان الدولة تقريبا قد نجحت علي كل الأصعدة فيما عدا صعيد واحد مازالت تشد وأطراف اخري تشد الي العكس وهذا الصعيد هو تجديد الخطاب الديني.
ان مسالة الثقافة والمضي بها الي التغيير بما يستتبع ذلك الي نضج الوعي هذه المسالة هي مسالة امن قومي لأنه لا يمكن ان تبني الأمم علي جهالة المعرفة او الارتكان الي مفاهيم مغلوطة او حتي الاستغراق في الدين وحده دون وسائل المعرفة.
العالم كله ينفق المليارات علي سباق الذكاء الاصطناعي الذي أصبح مفتاح المعرفة والتقدم ونحن نتعارك علي إعادة الكتاتيب.