بقلم: القس. نصرالله زكريا
تملأ مواعيد الله صفحات الكتاب المقدس، حتى ذهب البعض إلى القول أن مواعيد الله تغطي كل أيام العام، فلكل يوم هناك وعد من الله للإنسان، ومع إيماني بأن مواعيد الله أشمل من كل هذا، حتى أنها لا تُعد ولا تغطي كل أيام العام فقط، بل تمتد لتشمل كل مواقف حياتنا المختلفة، فالله بمحبته ورعايته لنا يشمل كل دقائق ومواقف وظروف حياتنا، نعم تتعدد وتتنوع مواعيد الله، حتى يمكننا التأكيد على أنها تغطي كل مناحي الحياة، فمن وعود بالرعاية والقيادة والعناية، إلى وعود بالقوة والكرامة والعزاء، فوعود بالسلام والفرح، والحياة الأبدية، إلى وعود بالنجاح والنصرة والخير والبركة، يبقى وعد الله بإرساله لابنه وفداءه للبشرية أعظم وعود الله على الإطلاق، فقد صار لنا فيه الفداء وبدمه غفران الخطايا، وحينما يعد الله فإنه يبقى أميناً يحقق ما وعد به، اسمع ما تكلم به، وسجله الوحي بالروح القدس قائلاً: \"لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ\" (مزمور 89: 34).
وفي بداية عام جديد، يقف الإنسان لينظر إلى عام مضى، فيمكنه أن يتأكد كم كان الله نعم الراعي الأمين، والأب الصالح الحنون الذي قادنا في مختلف ظروف حياتنا، كم من ظروف صعبة مررنا بها، وكم من ضيقات وآلام وأحزان اجتزناها لكن وسط كل هذا بقي الله أميناً في حفظه لوعوده لنا، فاجتاز بنا كل هذه الظروف وأخرجنا إلى رحب الحياة، وها نحن نتطلع إلى عام جديد، فإن الكتاب المقدس يخبرنا أن إله الماضي هو بذاته إله الحاضر، وهو إله المستقبل أيضاً، وعوده ثابتة ما بقيت الحياة، وعطاياه جديدة، لذلك يترنم إرميا وسط مراثيه، قائلاً: \"مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ\" (مراثي 3: 22-23).
يخبرنا الكتاب المقدس بحقيقة مصداقية الله في وعوده، فيول: \"ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ (عدد 23 : 19)، وحينما تجسد ابن الله أخبرنا بأن السماء والأرض تزولان لكن كلمة مما تكلم بها، أو وعد مما وعد به، لا يزول (متى 24: 35)، إنه مالك السماوات والأرض، قلوب الملوك كجدوال المياه في يده، يستطيع أن يحقق ما وعد به، لذا يقول الرسول بولس: \"لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا\" (2كورنثوس 1: 20)، مهما بدت مواعيد الله صعبة أو مستحيلة التحقيق، لكن الله دائماً يفي بوعوده، فقط عليك أن تتأكد وتتيقن \"أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ\" (تثنية 7 : 9)، إن كنت تُحب الله! وإن تمتعت بفدائه! وآمنت به! وتحفظ وصاياه، فما عليك إلا أن تتأكد أنه يحفظ وعوده لك ولأولادك من بعدك أيضاً. في بداية عام جديد، أنت مدعو لأن تفرح بتحقيق مواعيد الله في حياتك، وأنت مدعو لأن تثق في مواعيده، لا تضع ثقتك في الظروف، فقد تخدعك إن كانت مواتية، أو تحبطك أن كانت عاتية، تأمل في بطرس، تلميذ المسيح، حينما دعاه المسيح لأن يسير فوق الماء، لقد خرج بطرس من السفينة بناء على كلمة ودعوة المسيح له، ومشيَّ على الماء فعلاً، لكن الكتاب يخبرنا بأن بطرس حينما نظر إلى الظروف \"رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي» (متى 14: 28، 29).
مشى بطرس على الماء، لكنه حين نظر إلى الظروف من حوله كاد يغرق، ارفع عينيك إلى صاحب الوعد ولا تبالي بالظروف فتتمتع بتحقيق مواعيد الله في حياتك. لا تضع ثقتك في بشر ما، أو رؤساء، أو حتى القديسين، هل تذكر كم مرة خاب أملك حين انتظرت عوناً أو تحقيقاً لوعد وعدك به إنسان مهما كانت سلطته الزمنية، أو رتبته الروحية، لقد عرف المرنم هذه الحقيقة، فهتف مرنماً \"الاِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ الاِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ\" (مزمور 118 :8، 9).
لا تضع ثقتك في إيمانك، فإيمانك قد يقوى حيناً ويضعف آخر، فحتى تلاميذ المسيح الذي عاينوه وعاشوا معه، اجتازوا ضعف إيمانهم، والبعض منهم انتابه الشك، إيمانك وقيمك قد تتغير، لكن الله وهو يعلم ذلك، يدعوك وأنت تتعلق بمواعيده، أن تضع كل ثقتك فيه هو أولاً، ثم في كلمته، فالله لا يتغير، وكلمته ثابتة لا تتغير، يشجعنا الرسول بطرس بأن نتمسك بالكلمة قائلاً: \"وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَناً إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ\" (2بطرس 1: 19)، كلمة الله وشهاداته ثابتة جداً (مزمور 93: 5).
وأنت في بداية عام جديد لا تلتفت إلى عام مضى بإخفاقاتك فيه، ولا إلى أحزانك التي آلمتك، تأمل فيها، تعلم منها، لكن دع المسيح يقود حياتك، ويفرحك بتحقيق وعوده، ادخل العام الجديد بفكر جديد، وقيادة جديدة، إن الله الحي، القادر على كل شئ، طالما حي في داخلك، فإنه بقوته يعادل كل ضغط تتعرض له، فيمنحك القدرة على مواجهة الظروف، أشجعك على قراءة كلمة الله، استخرج منها مواعيده التي يخاطبك بها، تمسك بها، ثق فيه، عش حياته، فسيمنحك انتصاره، وستحلق منتصراً فوق كل تحديات الحياة.
وفي بداية عام جديد، يقف الإنسان لينظر إلى عام مضى، فيمكنه أن يتأكد كم كان الله نعم الراعي الأمين، والأب الصالح الحنون الذي قادنا في مختلف ظروف حياتنا، كم من ظروف صعبة مررنا بها، وكم من ضيقات وآلام وأحزان اجتزناها لكن وسط كل هذا بقي الله أميناً في حفظه لوعوده لنا، فاجتاز بنا كل هذه الظروف وأخرجنا إلى رحب الحياة، وها نحن نتطلع إلى عام جديد، فإن الكتاب المقدس يخبرنا أن إله الماضي هو بذاته إله الحاضر، وهو إله المستقبل أيضاً، وعوده ثابتة ما بقيت الحياة، وعطاياه جديدة، لذلك يترنم إرميا وسط مراثيه، قائلاً: \"مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ\" (مراثي 3: 22-23).
يخبرنا الكتاب المقدس بحقيقة مصداقية الله في وعوده، فيول: \"ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ (عدد 23 : 19)، وحينما تجسد ابن الله أخبرنا بأن السماء والأرض تزولان لكن كلمة مما تكلم بها، أو وعد مما وعد به، لا يزول (متى 24: 35)، إنه مالك السماوات والأرض، قلوب الملوك كجدوال المياه في يده، يستطيع أن يحقق ما وعد به، لذا يقول الرسول بولس: \"لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا\" (2كورنثوس 1: 20)، مهما بدت مواعيد الله صعبة أو مستحيلة التحقيق، لكن الله دائماً يفي بوعوده، فقط عليك أن تتأكد وتتيقن \"أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ\" (تثنية 7 : 9)، إن كنت تُحب الله! وإن تمتعت بفدائه! وآمنت به! وتحفظ وصاياه، فما عليك إلا أن تتأكد أنه يحفظ وعوده لك ولأولادك من بعدك أيضاً. في بداية عام جديد، أنت مدعو لأن تفرح بتحقيق مواعيد الله في حياتك، وأنت مدعو لأن تثق في مواعيده، لا تضع ثقتك في الظروف، فقد تخدعك إن كانت مواتية، أو تحبطك أن كانت عاتية، تأمل في بطرس، تلميذ المسيح، حينما دعاه المسيح لأن يسير فوق الماء، لقد خرج بطرس من السفينة بناء على كلمة ودعوة المسيح له، ومشيَّ على الماء فعلاً، لكن الكتاب يخبرنا بأن بطرس حينما نظر إلى الظروف \"رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي» (متى 14: 28، 29).
مشى بطرس على الماء، لكنه حين نظر إلى الظروف من حوله كاد يغرق، ارفع عينيك إلى صاحب الوعد ولا تبالي بالظروف فتتمتع بتحقيق مواعيد الله في حياتك. لا تضع ثقتك في بشر ما، أو رؤساء، أو حتى القديسين، هل تذكر كم مرة خاب أملك حين انتظرت عوناً أو تحقيقاً لوعد وعدك به إنسان مهما كانت سلطته الزمنية، أو رتبته الروحية، لقد عرف المرنم هذه الحقيقة، فهتف مرنماً \"الاِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ الاِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ\" (مزمور 118 :8، 9).
لا تضع ثقتك في إيمانك، فإيمانك قد يقوى حيناً ويضعف آخر، فحتى تلاميذ المسيح الذي عاينوه وعاشوا معه، اجتازوا ضعف إيمانهم، والبعض منهم انتابه الشك، إيمانك وقيمك قد تتغير، لكن الله وهو يعلم ذلك، يدعوك وأنت تتعلق بمواعيده، أن تضع كل ثقتك فيه هو أولاً، ثم في كلمته، فالله لا يتغير، وكلمته ثابتة لا تتغير، يشجعنا الرسول بطرس بأن نتمسك بالكلمة قائلاً: \"وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَناً إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ\" (2بطرس 1: 19)، كلمة الله وشهاداته ثابتة جداً (مزمور 93: 5).
وأنت في بداية عام جديد لا تلتفت إلى عام مضى بإخفاقاتك فيه، ولا إلى أحزانك التي آلمتك، تأمل فيها، تعلم منها، لكن دع المسيح يقود حياتك، ويفرحك بتحقيق وعوده، ادخل العام الجديد بفكر جديد، وقيادة جديدة، إن الله الحي، القادر على كل شئ، طالما حي في داخلك، فإنه بقوته يعادل كل ضغط تتعرض له، فيمنحك القدرة على مواجهة الظروف، أشجعك على قراءة كلمة الله، استخرج منها مواعيده التي يخاطبك بها، تمسك بها، ثق فيه، عش حياته، فسيمنحك انتصاره، وستحلق منتصراً فوق كل تحديات الحياة.