د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك
أربعةُ أمور (على سبيل المثال لا الحصر) تدهشني أشدّ الدّهشة حينما أتصفّح منشورات الفيسبوك المتنوّعة والمتعدّدة:

1. "لصوص الأفكار": هم مَن يسرقون بدون أدنى حرج أو حَياء أفكار الآخرين في محتوياتها وأشكالها، وينسبونها إلى أنفسهم وكأنّهم هم مصدرها وأصلها.

2. "أصحاب الطّاووس": هم المغرورون أو المخدعون (على مستويات عدّة)، الذين يبالغون جدًّا –عن قصد أو دون قصد– في وصفهم لذواتهم ولأعمالهم الوهميّة؛ فلا دراستهم وعلمهم، ولا حتّى خبراتهم، يتيحون لهم أن يلصقوا ويلفّقوا الألقاب والأوصاف لذواتهم في وضعها الحالي والواقعيّ.

3. "الأحزاب والتّحزُّبات": وهي مجموعات (أو بالحريّ "تجمّعات") هشّة وغير قويّة، وكلّ ما يجمعها ما هو إلّا المصالح والأغراض الذّاتيّة، أو الأمور السّطحيّة الشّكليّة، بل وربّما تجمعها الخُصُومة والنّزاع ومُحارَبة الآخرين فقط.

4. "التّفاعلات والتّعليقات التّصادميّة والهجوميّة": لا يروق لبعضهم التّفاعل والتّعليق على المنشورات الفيسبوكيّة إلّا عند استِشعارهم بأنّها تشنّ حربًا وهُجُومًا على "الآخر" (سواء كان دينيًّا، أو كنسيًّا، أو قوميًّا، أو جنسيًّا، أو عرقيًّا، أو حزبيًّا،... إلخ). إنّهم لا يهتمّون إطلاقًا بالمنشورات الدّاعية إلى الوِئام والسّلام والتّقارب والتّضامن والتّعاون؛ ويبحثون بشغف ونَهَم عن المنشورات التّصادميّة والهجوميّة فقط، عملًا بالمثل المصريّ العاميّ القائل "عايزين جنازة يشبعوا فيها لطم".