د. أمير فهمى زخارى
هل هذا المثل صحيح أم خطأ... ولماذا خطأ؟ واذا كان خطأ ما صحته!!! وما هو القصد منه وفيما يقال؟؟؟ ولماذا تناقل الناس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة ؟
ده موضوع مقالنا اليوم....
هذا المثل يتناقله الناس بطريقة خاطئة :
*( الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك )*
( الوقت كالسيل إذا لم تقطعه قطعك ) .
طبعًا هذا المثل يضرب في سرعة إنجاز الأعمال قبل فوات الوقت ، و العرب لا تقول كلامًا بلا معنى ، فإذا قلنا أن المثل هو :
الوقت كالسيف ، فأين المعنى في ذلك ؟ و ما علاقة السيف بالوقت ؟ ثم إن السيف يَقطع ، و لا يُقطع أي أنه يَقطع الأشياء ، و لكن لا يمكن قطعه بل يمكن كسره ؛ لأنه مصنوع من الحديد ، فاستخدام كلمة ( تقطعه ) للسيف هي خطأ لغوي فادح ، و جسيم ، و لا يمكن للعرب أن يقعوا فيه ، و هم أهل الفصاحة ، و البلاغة ، ثم ما العبرة ، و ما الفائدة من قطعنا للسيف ، و ما علاقة ذلك بسرعة إنجاز الأعمال قبل فوات الوقت ؟؟؟
فالصواب هو :
*(الوقت كالسيل إذا لم تقطعه قطعك)* ، و معنى المثل : أننا إذا لم نسرع في إنجاز الأعمال ، و استغلال الوقت فإن الوقت سيداهمنا مثل السيل الذي إذا لم نسرع في اجتياز الوادي ، فإنه سيأتي ، و سيقطعنا من السفر .
يبقى سؤال مهم ، و هو : *لماذا تناقل الناس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة ؟*
الجواب هو أن الناس عندما وجدوا كلمة ( تقطعه ) و كلمة ( قطعك ) ربطوها مباشرة بالمعنى المشهور للقطع ، و هو شطر الشيء إلى جزئين ، أو قطعتين ، و هذا يكون - غالبا - بالسيف ، و لم يخطر في بالهم المعنى الآخر للقطع ، و هو ( المنع من السفر ، و الحيلولة دونه ) و الذي يكون بالسيل .
والى اللقاء فى مقال جديد ...تحياتى.