ياسر أيوب
المنزلة وتل الربع وكفر المقدام فى الدقهلية.. وجرجا فى سوهاج.. وميت رهينة فى الجيزة.. وإهناسيا فى الفيوم.. وصان الحجر وتل بسطة وفاقوس فى الشرقية.. وسخا فى كفر الشيخ.. وتل العمارنة فى المنيا.. وسمنود فى الغربية.. والأقصر والإسكندرية والقاهرة.. كل منها كانت لها أيامها كعاصمة للدولة المصرية فى مشوار بدأ منذ قرابة خمسة آلاف سنة.. ولكل منها حكايات وتاريخ غير قابل للشطب والإلغاء أو التجاهل والنسيان.. واجتمع منذ يومين رؤساء رابطة الأندية المصرية وشركة العاصمة الإدارية والشركة المتحدة للرياضة واتفقوا على تغيير اسم بطولة الرابطة ليصبح كأس عاصمة مصر.. ولست أتحدث عن هذه البطولة الجديدة أو القديمة باسم جديد إنما أتوقف فقط أمام هذا الاسم وأتخيل لو أننا أقمنا بطولة كروية ولو لمرة واحدة تحمل اسم بطولة عواصم مصر.. تشارك فيها إما المدن التى نالت فى وقت ما شرف أن يكون كل منها عاصمة لمصر.
أو منتخبات المحافظات التى كان فيها مختلف العواصم المصرية.. القاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية والأقصر والدقهلية وسوهاج والفيوم وكفر الشيخ والغربية.. وتأتى فرق المدن أو المحافظات للعاصمة الإدارية للمشاركة فى دورة ستكون أكبر وأجمل من مجرد دورة كروية ودية.. فهى استعراض كروى مهم لعواصم أقدم دولة فى التاريخ وتملك ما لا يملكه غيرها والذى لا يمكن شراؤه أو اختراعه.. ويمكن اعتبارها بمثابة اعتذار مصرى جميل وضرورى لمصريين كثيرين.. اعتذار لعواصم لم تلق ما تستحقه من حفاوة واهتمام يليق بها كعواصم سابقة لمصر.. واعتذار لمصر المنسية كرويًا بعيدًا عن القاهرة والإسكندرية والقناة، حتى تخيل كثيرون أن كرة القدم لا مكان لها فى الدلتا والصعيد.. فعلى الرغم من عطاء هائل للدلتا والصعيد سياسيًا وعلميًا وفنيًا وأدبيًا، ونجوم فى هذه المجالات لا أول لهم أو آخر.. من قادة وعلماء وشعراء ومطربين وأدباء وفنانين.
إلا أن كرة القدم ظلت المجال الوحيد الذى غابت عنه الدلتا والصعيد رغم عشرات النجوم الذين جاءوا من الدلتا والصعيد للتألق فى ملاعب القاهرة ومع أنديتها.. فلم تفز الدلتا إلا ببطولة وحيدة للدورى كانت لغزل المحلة وتأهلت الدلتا أكثر من مرة لنهائى كأس مصر، ولم يفز به غزل المحلة أو بلدية المحلة أو المنصورة.. ولم يفز الصعيد حتى الآن بالدورى وتأهل للنهائى مرة وحيدة ولم يفز به نادى أسوان.. وبعيدًا عن الإجابات والتفاسير سابقة التجهيز ودائمة التكرار.. فمن المؤكد أن الدلتا والصعيد يستحقان أكثر وأجمل من ذلك فى مختلف أمور الحياة وليس كرة القدم فقط.. ويستحق الناس فى الدلتا والصعيد كل الحب والاحترام.
نقلا عن المصرى اليوم