دكتور بول غبريال - راعي الكنيسة العربية - شيكاجو
معظم الناس لا يجدون حرجًا في التصدق بحاجاتهم القديمة للمحتاجين، (ملابس أو أحذية أو ما شابه)، لكن هؤلاء أنفسهم يجدون صعوبة بالغة في أن يأخذوا شيئًا قديمًا من الآخرين.
المعروف أن العطاء يمنح الإنسان شعورًا بالقوة والفخر والقدرة، بينما الاستجداء يحمل معه الإحساس بالذل والاحتياج والإهانة.
ولذلك، فإن الطبيعة البشرية تسعى دائمًا إلى دفع أي ثمن مقابل "العلاقة مع الله"، سواء كان ذلك بالمال، أو الطقوس، أو الصوم، أو الأعمال، لكن يصعب علي النفس البشرية أن تقبل "العلاقة مع الله" علي كونها عطية مجانية من الله،
وبعبارة أخرى، نحن جميعًا فقراء روحيًا، عاجزون عن تقديم أي شيء يستحق القبول أمام الله. فإن لم نقبل نعمته المجانية، أي عمل المسيح لأجلنا، فإن مصيرنا الأبدي سيكون في خطر. وكما يقول الكتاب المقدس:
“لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ (ضع تحت لَيْسَ مِنْكُمْ ألف خط). هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ، كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.” (أفسس 2:8-9)
وقد أعلن المسيح نفسه هذا المبدأ العظيم حين قال: “طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.” (متى 5:3)
فما أعظم نعمة الله التي تُمنح بلا مقابل، وما أسمى الغنى الروحي الذي يُوهب لأولئك الذين يعترفون بفقرهم أمامه!