كتب - محرر الاقباط متحدون
نشر نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، رسالة بعنوان " لتوبة تعني تغيير جوهر وجودنا"، من كتابات المتروبوليت مكاريوس رئيس أساقفة أستراليا.
وجاء نصها : نحن ندخل بفضل الله ابتداء من يوم الأحد في الصوم الكبير، حيث تحثنا كنيستنا المقدسة، من خلال الأسلحة الروحية المتمثلة في الصوم والصلاة والصدقة وفرص العبادة الغنية، على تجربة حالة التوبة.
إن التوبة تعني تغيير تفكيري، ولكن هذا لا يعني ببساطة أن أغير طريقة تفكيري وأتبنى طريقة تفكير مختلفة أو نظرة عالمية حديثة. يعلّمنا الآباء الوالدينا أن عقل الإنسان هو شيء أعمق بكثير، إنه قلبه، أي مركز وجوده، لذلك يقول الرب نفسه: "لأنه من الداخل، من قلوب الناس، تخرج الأفكار الشريرة" (مرقس 7: 21).
التوبة تعني تغيير جوهر وجودنا وتحويل فكرنا حتى يصبح، كما يقول الرسول بولس، "فكر المسيح" (1 كو 2: 16). وهذا يشكل حدث التوبة وليس مجرد تغيير خارجي أو حلقة لحظية من تغيير فكرة أو عقلية معينة. التوبة أسلوب حياة طويل الأمد.
إذًا لما تدعونا دعوة كنيستنا؟ الصوم هو توبة. التوبة تشير إلى رحلة مستمرة، نحو توجه ثابت لوجودنا نحو المسيح. وعندما يوجد هذا التوجه فإننا نختبر التوبة الحقيقية التي لا تؤدي إلى تغيير عاطفي وأخلاقي. نحن نعيش حالة التوبة التي ليست سطحية ولا لحظية ولا تهيمن عليها أعراض الندم والذنب، بل تفدي الإنسان وتحرره، وفي نهاية المطاف تغير حياته.
مع هذه الأفكار البسيطة ولكن الصادقة، أتمنى أن نختبر جميعًا هذا اليوم العظيم. الصوم هو زمن التوبة، وبها فنستحق أن نحتفل بيوم قيامة الرب المجيد.