بقلم/ عادل شاكر
فخامة الرئيس/ دونالد ترامب
الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية،

أهنئكم على انتخابكم للمرة الثانية لرئاسة الجمهورية، وأتمنى لكم دوام النجاح والرخاء. وبعد،

سيدي الرئيس، أنا مواطن مصري قبطي مسيحي أفتخر بانتمائي لتراب هذه الأرض المباركة، التي كانت ملجأ للأنبياء والرسل للاحتماء من الاضطهاد والمجاعة، كما كان الحال بالنسبة للنبي موسى ويوسف الصديق، وكانت أيضًا ملاذًا آمنًا للعائلة المقدسة، والتي افتتح فيها أول مذبح في العالم من قبل رب المجد يسوع المسيح، والذي يقع الآن في دير السيدة العذراء مريم بجبل قسقام بمحافظة أسيوط في مصر، والمعروف بدير المحرق. كما تعد مصر بلد أقدم حضارة عرفها التاريخ، حيث تضم آثارًا فرعونية من معابد وأهرامات وآثار تعود إلى سبعة آلاف عام.  لقد وصل أجدادنا الفراعنة العظماء إلى مستوى من العلم والتقدم لم يصل إليه العالم بعد، وهذا واضح في بناء الأهرامات وفن تحنيط المومياوات وعلم الفلك واللغة الهيروغليفية والعديد من العلوم الأخرى. وأنت تعلم يا سيادة الرئيس أن علم المصريات الذي يدرس في بلادكم وبعض الدول الأوروبية هو الحضارة الفرعونية الوحيدة التي تدرس كعلم أكاديمي معترف به في جميع أنحاء العالم. يا سيادة الرئيس،

أولاً، كمواطن مصري وحفيد الفراعنة العظام، أدعوك وأسرتك الكريمة لزيارة بلدنا الحبيب مصر لزيارة آثار أجدادنا القدماء ورؤية والتمتع بالأشياء العظيمة التي تركوها لنا والعديد من الأسرار التي لم يكتشفها إلا القليل حتى الآن.

وكذلك للاحتفال معنا بافتتاح أكبر متحف للحضارة الفرعونية في العالم.  كما أتوجه إليكم يا سيادة الرئيس/ السيسي بدعوة كريمة للمشاركة في هذا الاحتفال العظيم، لتشاهدوا وتتعجبوا من عظمة أجدادنا وآثارهم الخالدة التي لم ولن تشاهدوا مثلها من قبل.

ثانيا. السيد الرئيس ترامب

فيما يتعلق بمقترحكم بتهجير أهل غزة إلى مصر، لإيجاد حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، فإنني أتفهم نية فخامتكم النبيلة في وقف الحروب وإراقة الدماء في الشرق الأوسط والعالم أجمع، وهو هدف نبيل صادر عن شخصية عظيمة مثل فخامتكم، لنشر السلام في أنحاء العالم مثل سيدكم رب المجد يسوع المسيح ملك السلام.

ستصبح فخامتكم رئيسا للسلام وسيذكرك التاريخ كأول رئيس أمريكي يوقف كل الحروب في العالم دفعة واحدة.

نحن كمصريين نقدر كثيرا نية فخامتكم النبيلة وندعو الله أن يكلّل جهودكم بالنجاح حتى يعم الرخاء والسلام كل شعوب الأرض.

 ولكن فخامة الرئيس، إن تهجير أهل غزة إلى مصر على وجه الخصوص يشكل مخاطر عديدة على الأمن القومي المصري والدولي، كما أنه سيؤثر سلباً على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهذا ما يعترف به كل المحللين السياسيين والإستراتيجيين والعسكريين من كل أنحاء العالم. ودون الدخول في التفاصيل، فأنا على يقين من أن فخامة الرئيس تعرف وتدرك أكثر من أي شخص في العالم، مخاطر هذا الإجراء. وكذلك فخامة الرئيس، فإننا كشعب مصر لا يمكن أن نسمح بإهدار أي قطعة أرض مقطوعة عن حدود وطننا الحبيب لأي شخص وتحت أي ظرف من الظروف. فهذه أرض أجدادنا الفراعنة العظام، وليست أرض أي شعب آخر. فهل يعقل يا فخامة الرئيس أن تطلب أي دولة من فخامة الرئيس أن يعطي قطعة أرض من الولايات الأمريكية، التي تمتلك أراضي شاسعة، لتخصيصها لأي شعب، بغض النظر عن الذرائع والأسباب؟ وأعتقد يا فخامة الرئيس أن فخامة الرئيس سوف ترفض هذه الفرضية رفضاً قاطعاً، ولن يقبل الشعب الأمريكي مثل هذه المقترحات التي تنتقص من سيادة الشعوب واستقلالها.  لذلك يا سيادة الرئيس، الرئيس المحترم المتدين، أرجو أن تستمعوا باهتمام وتفتحوا أذهانكم لما سيقترحه رئيسنا الحبيب فخامة الرئيس السيسي على سعادتكم من حلول ومقترحات خارج الصندوق لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل. وفقكم الله يا سيادة الرئيس. مع خالص تمنياتنا لفخامتكم بدوام الصحة والنجاح. مع تحياتي عادل شاكر يني، مصر، قنا، نجع حمادي - بهجورة