ياسر أيوب
لاعبون كثيرون مسلمون وغير مسلمين خاضوا مشوارا طويلا وصعبا حتى نجحوا فى نهايته فى إجبار كرة القدم الأوروبية على احترام صيام رمضان.. وفى البداية كان اللاعبون المسلمون فى أوروبا إما يلتزمون بتعليمات أنديتهم ويرفضون الصيام أو يصومون سرا لضمان مشاركتهم فى مباريات أنديتهم ودون عقوبات وغرامات من مدربيها وإداراتها.
وسنة بعد أخرى بدأ لاعبو الكرة المسلمون فى أوروبا يرفضون الصيام سرا ولم يدفعهم خوف من أنديتهم للإفطار.. وبدأت الأندية تستجيب لهؤلاء اللاعبين وتبدى احترامها لنجوم كرة يلتزمون بتعاليم دينهم.. ومثلما كان ريال مدريد من أشهر الأندية التى اتخذت موقفا مشددا مع اللاعبين الذين يصرون على الصيام.. كان النادى الإسبانى الشهير أيضا من أوائل الأندية التى أعلنت احترام شعائر وصيام شهر رمضان، وبدأ الفريق الطبى للريال إعداد برامج غذائية خاصة للاعبين المسلمين طيلة شهر رمضان حتى لا يتأثر أداؤهم ولياقتهم بالصيام.
ولم تكن إدارات الأندية هى وحدها التى تفهمت واحترمت ضرورة الصيام للاعبين المسلمين، لكن قام بذلك أيضا لاعبون غير مسلمين وتعددت حكايات ادعاء اللاعبين غير المسلمين الإصابة بعد أذان المغرب ليتوقف اللعب ويستطيع اللاعبون المسلمون تناول الماء لكسر صيامهم.. ثم كان التحول الأكبر فى شهر رمضان قبل الماضى حين قرر الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم إيقاف كل المباريات فى كل درجات الدورى إن كان هناك لاعبون مسلمون فى هذه المباراة.. وقبل ذلك كان الأمر متروكا لتقديرات الحكام وقرارهم بالسماح للاعبين الصائمين بتناول الماء.
لكنه لم يعد قرارا شخصيا لأى حكم بعد قرار الاتحاد الذى أخطر كل الأندية بضرورة إبلاغ الحكم قبل بدء المباراة بوجود لاعبين صائمين ومتى يحين أذان المغرب.. واقتدت اتحادات أوروبا بقرار الاتحاد الإنجليزى إلا الاتحاد الفرنسى الذى بقى الاتحاد الأوروبى الوحيد الذى يرفض إيقاف المباريات ليسمح للاعبين الصائمين بكسر صيامهم.. وبرر الاتحاد الفرنسى موقفه بأنه احترام للائحة التى تحظر أى خطاب أو ملابس وإشارات ومظاهر ذات طبيعة سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو نقابية.
ولم يلتزم الاتحاد الفرنسى بنفس تلك اللائحة حين سمح بالتعاطف مع أوكرانيا فى الملاعب والمدرجات.. وسخر أوروبيون كثيرون غير مسلمين مؤكدين أن دقيقة الإيقاف التى يطالب بها اللاعبون فى فرنسا ليس القصد منها الدعوة للإسلام أو الانتصار له إنما هى فقط لكسر صيامهم قبل استئناف اللعب من جديد.. ومثلما جاءت مبادرة إيقاف اللعب للسماح للاعبين المسلمين بكسر صيامهم.
كانت الأندية الإنجليزية أيضا مثل تشيلسى وإيفرتون وكوينز بارك وغيرها أيضا حريصة على إقامة مآدب الإفطار.. وأصبح أستون فيلا هو أول ناد إنجليزى يقيم دورات رمضانية يشارك فيها لاعبون مسلمون وغير مسلمين أيضا.
نقلا عن المصرى اليوم
