(1916- 1989 )
إعداد/ ماجد كامل
ميلاده ونشاته :
ولد ظريف عبد الله بولس فى نوفمبر 1916 بمدبنة قوص محافظة قنا من عائلة مسيحية تقية ، وتدرج فى مراحل التعليم المختلفة ، فأتم دراسته الابتدائية فى أسيوط ، ثم التحق بكلية الهندسة جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا ) حتى حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1939 ، كما درس بالكلية الإكليركية القسم النهاري الصباحي حتى حصل على بكالوريوس الكلية عام 1944 ، وكان معه فى نفس الدفعة كل من " سعد عزيز " ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) ، والأستاذ " وهيب زكي " ( المتنيح القمص صليب سوريال ) .
بداية خدمته فى مدارس الأحد :
بدأت خدمته مبكرا بمدارس أحد جنود المسيح بأسيوط ، ثم شارك مع إدوار بنيامين فى خدمة مدارس الأحد كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبر ، وفى عام 1936 أنضم الى حقل الخدمة بكنيسة مارمرقس الجيزة .
تاريخ دعوته للكهنوت :
فى يوم 8 مارس 1948 ، تمت سيامة المهندس ظريف عبد الله كاهنا على كنيسة مارجرجس بدمنهور بأسم " القس بولس بولس " . وحول ظروف رسامته يقول القمص صليب سوريال " كان يوما مشهودا سافرنا فى الصباح الباكر في حافلات إلى دمنهور يوم الأحد 7/3/1948 وكان حفل الرسامة رائعا ، وسافر إلى دمنهور مجموعات من الخدام من أماكن متفرقة وقام بمراسيم الرسامة نيافة الأنبا توماس مطران الغربية وبحضور لجنة الكنيسة وأخذت صورة تذكارية كبيرة احتفظ بها ظهر فيها سعد عزيز ( المتنيح الأنبا صموئيل ) ، والصيدلي إسكندر ( أبونا متى المسكين ) ويوحنا الراهب ويسي حنا وجرانت خليل ووهيب زكى ومحفوظ فهمى إندراوس . وقد تسمى باسم "بولس بولس " ومن فرحة المطران رسمه "قمصا " لا " قسا " وكانت فرحة الشعب لا يعبر عنها بالكلام وكذلك فى صفوف مدارس الأحد ....... وحلت الساعة الرابعة والنصف مساء الأحد 28 أمشير 1664 ش الموافق 7 مارس 1948 م ،وألقى عظة خالدة أثرت إيما تأثير فى شعب الله الذي فرح فرحا عظيما لهذا الاختيار المبارك ، وبدأ القمص بولس نشاطه فى الخدمة والتعمير والبناء والمشروعات فى مدينة دمنهور التي كانت متعطشة لخادم أمين يبذل نفسه من أجل خراف المسيح التي تتطلع إلى الراعى الصالح الذي يسهر على رعيته ويقود الخراف إلى حظيرة الإيمان والرجاء والمحبة .
أهم الأعمال التي قام بها فى خدمة الكهنوت :
1-يعتبر هو صاحب النهضة الحديثة التي حدثت بدمنهور وإيبارشية البحيرة .
2- يرجع إليه الفضل مع زملائه فى وضع أول منهج مطبوع لمدارس الأحد يشرح فيه مدارس الأحد أقسامها ونظام التدريس فيها وجدول توزيع الحصص وكراسات التحضير ونظام اجتماع المدرسين الأسبوعة وتوزيع جدول التدريس والمقررات المختلفة .
3-امتدت خدمته الكهنوتية إلى القرى المجاورة لتشمل قرى البحيرة والإسكندرية .
4- أهتم بعمل ما يعرف ب" قداس الأطفال " ليعودهم كيف يعيشون أصول الحياة الليتورجيا منذ الطفولة .
5- يعتبر أول رجل دين مسيحي يعتلي منبر جامع التوبة بدمنهور ، وذلك بعد إلغاء معاهدة 1936 ، طالب فيها أبناء دمنهور بمقاومة الاحتلال البريطاني ومقاطعة البضائع الإنجليزية ، كما دعا إلى التطوع فى كتائب الفدائيين .
6- كان له نشاط ثقافى على مستوى المحافظة ، حيث كان من مؤسسي جمعية أدباء دمنهور عام 1957 .
7-كان عضوا فى لجنة كتابة الدستور عام 1970 .
تاريخ نياحته :
تنيح القمص بولس بولس فى 3 مارس 1989 عن عمر يناهز نحو 73 عاما ، وقام بالصلاة على جثمانه الطاهر ستة من الآباء المطارنة والأساقفة ، وعدد كبير من الآباء الكهنة وأفراد الشعب .
كلمة قداسة البابا شنودة الثالث فى تذكار الأربعين :
ولقد ألقى قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث كلمة رثاء فى تذكار الأربعين جاء فيها :
إنتقل من عالمنا الفانى إلى كورة الأحياء الأب الموقر القمص بولس بولس كاهن كنيسة مارجرجس بدمنهور . وهو أول كاهن تمت سيامته من بين خدام التربية الكنسية . وأحدثت سيامته رجة كبيرة فى محيط الخدمة لأنه قدم خدمة كهنوتية ذات طابع جديد متميز ، له نشاطه المحلحوظ الذى إمتد خارج دمنهور أيضا . كان ذلك سنة 1948 إى انه قضى أكثر من أربعين سنة فى خدمة الكهنهوت ، وقبل ذلك كان له نشاط ضخم وخدمة واسعة فى محيط مدارس الأحد فى أسيوط ، والقاهرة فى شبرا ، وفى الجيزة . كان أسمه العلمانى ظريف عبد الله ، وقد إحتفظ بذلك الأسم لأحد أبنائه . بدات خدمته فى التربية الكنسية من السنوات الأولى فى الثلاثينات ، ليس فى المدينة فقط ، وإنما أيضا فى القرى ، بل هو أحد رواد خدمة القرية ، وعمل فى ذلك مع سعد عزيز " نيافة المتنيح الأنبا صموئيل " ومع "وهيب سوريال " " القمص صليب سوريال " ، والتحق ثلاثتهم بالكلية الإكليركية أيام الأرشيدياكون حبيب جرجس وكانوا من أوائل الجامعيين الذين دخلوا ميدان التكريس والكهنوت . تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة ومن أجل الدراسة فيها ترك خدمته فى الصعيد وبدأ خدمة فى كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا التي كان يرعاها المتنيح القمص "بطرس الجوهرى " ومن شبرا ذهب إلى الجيزة حيث تولى قيادة خدمتها . كان القمص بولس يتميز بذكاء شديد ونشاط فائق ، وبروح المرح والفكاهة . ولذلك كان محبوبا من كثيرين ويمكنه أن يجذب قلوب الشباب ، وكان يبتكر أساليب جديدة فى الخدمة ، وأنشطة متعددة وكان سريع البديهة فى رده على كثير من الأسئلة ، وكان أيضا قوى الشخصية جريئا ن وظل على نشاطه وحدة ذهنه الى وقت مرضه الاخير . وقبل وفاته بسنتين كان البابا قد طلب منه أن يكتب ما عاصره وما يعرفه عن تاريخ مدارس الأحد فى مصر ، تمهيدا لإصدار كتاب فى هذا الموضوع ،وطلب نفس الطلب من معاصريه من الخدام القدامى . وقام القمص بولس بولس بمساهمة فى العمل المسكونى ، وسافر إلى أوربا وإلى أمريكا ، لحضور بعض المؤتمرات واللجان الكنسية ، وكانت له دراية طيبة باللغة الإنجليزية تساعده على قراءة الكثير من الكتب ومن المراجع الدينية . وأخيرا بعد رحلة طويلة فى الخدمة رقد القمص بولس بولس فى الرب ، بعد أن قاسى طويلا من مرضه الخطير وإستمر فى غيبوبة لأيام عديدة وقام بالصلاة على جثمانه الطاهر ستة من الآباء المطارنة والأساقفة هم : أصحاب النيافة " الأنبا أثناسيوس " و" الأنبا باخوميوس " ، و"الأنبا أنجيليوس " ، و"الأنبا اندراوس " ، و"الأنبا بسنتى " و" الأنبا ديمتريوس " وعدد كبير من الآباء الكهنة ، وكان ذلك يوم السبت 4 /3/ 1989 . وألقى كلمات التعزية والذكر نيافة الأنبا أثناسيوس ، ونيافة الأنبا باخوميوس ، ونيافة الأنبا أندراوس . نيح الله هذه النفس المجاهدة فى فرودوس النعيم ، وعزاؤنا لإبنه الراهب سلوانس آفا مينا ، ولباقى أفراد أسرته ، ولجميع شعبه وأبنائه فى دمنهور وخارجها . وسيبقى القمص بولس بولس أحد رواد الخدمة .
مراجع المقالة :
1-القمص صليب سوريال : أحداث كنسية عشتها وعايشتها ، المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي يناير ، 1989 ، الصفحات من 62- 66 .
2-القمص أثناسيوس فهمي جورج : القمص بولس بولس أحد رواد مدارس الأحد ، موقع الكنوز القبطية .
3-رامي عطا صديق – زكريا عبد السيد : رواد مدارس الأحد فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، الجزء الأول ، بطريركية الأقياط الأرثوذكس، لجنة التاريخ بمئوية مدارس الأحد ، 2018 ، صفحتي 77 ، 78 .
4- جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية بالإسكندرية ،قاموس التراجم القبطية ، 1995 ، صفحتي 52- 53 .
5-احباء المتنيح القمص بولس بولس بدمنهور ، صفحة خاصة على الفيس بوك .