كريم كمال
ونحن نحتفل بالذكري الأولي لرحيل قديس حلوان الذي رحل عنا الي السماء في ٣ مارس ٢٠٢٤  نتذكر نسك وروحانيات وجهاد هذا الأسقف الذي خدم الكنيسة والوطن بكل أمانة علي مدي اكثر من أربعة عقود كسكرتير لقديس العصر قداسة البابا شنوده الثالث وكان خادم أمين في هذا الموقع الحساس الذي يربط بين راس الكنيسة بالآباء والشعب والقيادات في فترة من أصعب الفترات وهي فترة التحفظ وقد استمر نيافتة سكرتير لقداستة بعد انتهاء التحفظ في عام ١٩٨٥  ليرقي الي ترتبة الأسقف العام في العالم التالي ويستمر سكرتير لقداستة حتي تجليس نيافتة علي حلوان في عام ١٩٨٨.
 
واتذكر اشادات قديس العصر البابا شنوده الثالث العديد من المرات بنيافتة قبل وبعد التجليس حيث أشار قداسة البابا في احدي العظات في الكاتدرائية المرقسية في الاسكندريه أنة اختار مطرانية حلوان لنيافة الأنبا بيسنتي ليظل قريب من  قداستة داخل نطاق القاهرة الكبري وهو ما  حدث بالفعل حيث كلف قداسة البابا نيافة الأنبا بيسنتي برئاسة العديد من مجالس ادارات الكنائس في القاهرة كما كان ممثل لقداستة في العديد من المناسبات الوطنية وقد كان الدور الأبرز هو مشاركة نيافتة في حل العديد من الحوادث الطائفية التي حدثت في ذلك الوقت وكأن قداسة البابا يثق جدا في نيافتة في هذا المجال ليقين قداستة ان  نيافتة حكيم وحريص علي مصلحة الكنيسة الي ابعد الحدود بجانب وطنية نيافتة وحبة الشديد للوطن وهذا ليس غريب عن نيافتة الذي تتلمذ في مدرسة حب الوطن مدرسة البابا شنوده الثالث.
 
لقد أرادت العنايه الإلهية ان أتتلمذ علي يد نيافة منذ شهر يناير ١٩٨٨ وحتي وقت نياحتة مما أتاح ان أكون شاهد عيان علي قداسة ونسك وزهد نيافتة وخدمتك الأمينة لكل فئات الشعب سواء في نطاق مطرانية حلوان أو خارجها فلم ارى يوم نيافتة يبخل علي أي إنسان سواء بالتعليم أو الراعية أو النصح والإرشاد أو بالمال فقد كان أنبا بيسنتي يعطي بلا حدود مثل سيده السيد المسيح ومثل أبيه القديس البابا شنوده الثالث .
 
أما في مجال التعليم فقد كان انبا بيسنتي معلم أرثوذكسي لا غش فية حريص كل الحرص علي التعليم الأرثوذكسي  السليم القويم اماً في مجال التعمير فالحديث عن نيافتة يحتاج الي مجلدات  فقد شاهد كل جيلنا كيف استلم مطرانية حلوان وكيف سلمها الي نيافة الأنبا ميخائيل أسقفها الحالي من حيث عدد الكنائس بجانب المنشآت الخدمية والصناعية والاهم من كل ذلك بناء النفوس الذي كان بحريص علية كل الحرص نيافتة.
 
ومن حسن حظ مطرانية حلوان والمعصرة والتبين و١٥ مايو ودير القديس الانبا برسوم العريان ان يخلف نيافتة علي كرسي منف الشرقية هذا الكرسي التاريخيّ نيافة الانبا ميخائيل اطال الله حياتة ليكون الأسقف الثالث في عصرنا الحديث علي هذا الكرسي المبارك بعد المتنيح نيافة الانبا بولس والمتنيح نيافة الانبا بيسنتي حيث وجدت نيافة منذ اليوم الأول حريص كل الحرص علي الإرث الضخم الذي تركة قديس حلوان نيافة الانبا بيسنتي حيث صار علي نهجة وروحة في خدمة النفوس لتكملة مسيره ناجحة قادها الراحل العظيم في هذة المطرانية المباركة خلال حوالي أربعة عقود من الزمان.
 
وبجانب ذلك اثلج نيافة الانبا ميخائيل قلبي وقلوب الملايين من أبناء ومحبي قديس حلوان بتخليد ذكري نيافتة بإطلاق أسم نيافتة علي جناح من اجنحة مستشفي القديس الأنبا برسوم العريان بالمعصرة التي بناها الراحل العظيم بجانب عمل مزار يضم مقتنيات نيافتة  وهي لافتة تستحق كل التقدير والشكر لنيافتة.
 
وتظل لي أمنية خاصة اتمني ان يعمل نيافة الانبا ميخائيل علي تحقيقها وهي تسمية شارع الدبر باسم نيافتة وأنا علي يقين ان نيافتة لن يتاخر علي تحقيق ذلك من خلال علاقة نيافتة الطيبة والجيدة بالمسؤلين في الدولة كما  إني علي يقين ان الدولة المصرية وعلي رأسها الرئيس المحبوب عبد الفتاح السيسي لن تتأخر في تحقيق هذا المطلب نظرا للدور الوطني الكبير الذي قام بة الراحل العظيم نيافة الانبا بيسنتي.
 
ختاما؛ سوف أظل أدين لك يا قديس حلوان بالفضل ولن انساك منك يوما فقد كنت نعمة الأب والسند لي ولكل أبناءك في مصر وكل بلاد المهجر   وسوف تظل نيافتك قارورة الطيب الناردين الخالص كثير الثمن إلى الحب الداخلي، حب النفس لمخلصها، هذا الذي رائحته تملا الكنيسة كلها وترتفع إلى السماوات عينها،