ياسر أيوب
الذى جرى مؤخرا فى البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكى ترامب والأوكرانى زيلينيسكى وتوقف الدعم الأمريكى لأوكرانيا فى مواجهة روسيا لن تبقى نتائجه فقط سياسية وعسكرية واقتصادية.. إنما ستعيش الرياضة العالمية مفارقات درامية كثيرة ومزعجة وفاضحة وكوميدية أيضا.. وبعد أقل من ٢٤ ساعة على اللقاء العاصف بين ترامب وزيلينسكى فى البيت الأبيض، أعلن جيانى إنفانتينو رئيس الفيفا رغبته فى عودة روسيا لمسابقات وبطولات كرة القدم، وأنه كرئيس للفيفا يتمنى رؤية منتخبات روسيا الكروية تعود من جديد للمشاركة والمنافسة، وأنه لا يمكن حرمان أى دولة من لعب كرة القدم التى مهمتها توحيد العالم كله.
ومنذ ٢٠٢٢ وبدء الحرب الروسية الأوكرانية وحتى ما قبل دخول زيلينسكى للبيت الأبيض، لم يكن هذا هو كلام رئيس الفيفا أو رؤيته لروسيا وكان من أشد المعارضين والرافضين لأى محاولة لإشراك الروس فى أى بطولة كروية حتى لو على مستوى الناشئين.. ولم يكن وقتها يتحدث عن الحق الكروى لروسيا مثل باقى بلدان العالم.. وبالتأكيد لن يكون إنفانتينو هو الوحيد الذى سيقوم بتغيير آرائه وأحكامه ويتراجع عن كل قراراته ومواقفه السابقة.. لكن سيضطر كثيرون للسير فى نفس الطريق وسيقولون كلاما مغايرا تماما عما ظلوا يرددونه منذ بدأت الحرب الروسية الأوكرانية فى ٢٠٢٢.. وسبقهم إنفانتينو فقط لأنه الأكثر اقترابا وطاعة لترامب أو لأنه يريد أن يكون أو يبدو كذلك.. وبعده سيأتى كثيرون فى اللجنة الأوليمبية واتحاداتها الرياضية الدولية.
وبالتأكيد سيتعين على وزراء الرياضة الذين اجتمعوا أكثر من مرة فى السنتين الماضيتين وكانوا يقررون ويختارون العقوبات الموقعة على روسيا فى تجاهل واضح ومتعمد للجنة الأوليمبية الدولية وأعضائها واتحاداتها.. وسقط وقتها واختفى تماما شعار ودعوة فصل الرياضة عن السياسة.. وأشهر تلك الاجتماعات كان الذى جرى فى فبراير ٢٠٢٣ وشارك فيه وزراء ٣٠ دولة منهم وزراء داخلية وثقافة وشؤون اجتماعية ورياضة.. ولم يجرؤ توماس باخ على انتقاد الاجتماع ورفض قراراته مستخدما لافتة التدخل الحكومى التى اعتاد أن يرفعها فى وجه أى من حكومات العالم الثالث.. أما العالم الأول فى الشمال والغرب.. فهو الذى تصبح رغباته هى الحق ومطامعه هى العدل ويستطيع صياغة أى قانون وفق الهوى سواء سياسة واقتصاد أو حتى الميثاق الأوليمبى نفسه.. وكان هؤلاء الوزراء يمثلون حكوماتهم التى استجابت لطلب أو أمر أمريكى بحصار رياضى لروسيا وتهديد بعقاب قاس ودائم لكل من ينادى بإبعاد الرياضة عن أى خلاف سياسى أو عسكرى.. واليوم باتت أمريكا هى التى تفتح الأبواب أمام روسيا وستبدأ تلك الحكومات الحديث بمفردات مختلفة عن الروس وضرورة عودتهم لأسرة الرياضة العالمية وألعابها وبطولاتها.
نقلا عن المصرى اليوم