زهير دعيم
أصوم وأنا فَرِحٌ  ومسرور ، أصوم عن الطّعام  وبالكادِ تعرف زوجتي ، فلا يهمّني أن يعرف البَّشَر ، بل همّني أن يعرف ربّ السّماوات .
 
    أصومُ " ولا أُحمّل الله جميلةً   " كما كانت تقول المرحومة  أُمّي ، فتراني دومًا فرحًا مسرورًا باسمًا لا عابسًا وكأنّني احمل هموم الدّنيا برُمتها على كتفيَّ .
  أصوم ولا ألوم أحدًا ، ولا أسأل أحدًا إن كان صائمًا أم لا ، فهذا ليس من مسؤوليتي ، بل أدهنُ وجهي بالزّيت كيما لا أظهر للناس أنّني صائم .
 
  أصومُ كي أشعر مع الفقراء والمُعوزين ... والشّعور هنا لا يكفي،  إن لم يقترن بالعطاء الخارج من القلب  " فالمُعطي المسرور يُحبُّه الله" .
 
 والأهمّ أصون ...
 
 أصون لساني عن الكلمات النابية وأتحفّظ من الإساءة لكلّ البَّشَر ، في كلّ أيام السّنة فما بالك في فترة الصّيام .
 
 فلا شهوات ولا اساءات ولا سرقات ولا عداءات  ولا اختلاسات ولا رشاوى بل توبة حقيقيّة صادرة من قلب مُفعمٍ بالمحبّة لكل الناس ، زاخر بالتسامح ومُعطّر بالإيمان ، وإلّا فصومك أخي أيًّا كُنتَ لا فائدة ترجى منه .
 
   فتعالوا اخوتي نتصرّف بإنسانيّة فيرى النّاس أعمالنا الحسنة ويمجّدوا أبانا الذي في السّماء  .
 
  تعالوا نعيش المحبّة والتآخي والتسامح ، فنتصالح  مع الغير -قريبين كانوا أم بعيدين -  حتى ولو كانوا هم السّبب والمُسبّب ، فنُفرِّح قلبَ الله وتبتهج قلوبنا .
     صومًا مباركًا ادعوه لكم جميعًا .