القمص يوحنا نصيف
    + الصوم والصلاة هُما اللذان عمل بهما موسي، حتّى أخذ الناموس والوصايا المكتوبة بأصبع الله.

    صام موسى رئيس الأنبياء أربعين نهارًا واربعين ليلة، مُصَلِيًا مُختَلِيًا بالله فوق الجبل، فاستَلَمَ الكلمة المكتوبة بأصبع الله.. وصار وجهة مُنيرًا مِن عِشرة الله!

    فهل تريد أن تَنعَم بحياة الحضور مع الله. وتتمتّع بالإنجيل مكتوبًا على ألواح قلبك (2كو3:3)، بالرّوح لا بالحرف؟
    عليك بالصوم والصلاة، والاختلاء الحقيقي بعيدًا عن مشاغل العالم، فتختبر أمورًا لا يَسُوغ لإنسان أن يتحدّث عنها، وينير الرب قلبك بإشراق النور الإلهي في داخلك.

    + الصوم والصلاة هما اللذان عمل بهم أهل نينوى.. فرحمهم الله وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبَهُ عنهم.

    صام أهل نينوى من صغيرهم إلى كبيرِهم.. حتى الرُّضعان صاموا.. ورجعوا إلى الربّ من كلّ قلوبهم، ورجع كلّ واحد عن طريقِهِ، وعن الشرّ الذي في أيديهم.. فحَنَّنوا قلبَ الله، وندم عن الشرّ الذي كانوا قد استَوجبوه بأفعالهم الرديّة!!

    فهل تريد أن تُغَيِّر أحكام الله، وتتحوّل لك العقوبة خلاصًا؟
    عليك بالصوم والصلاة، وتَعَلَّم من أهل نينوى، ومن قول النبيّ: "مَزِّقوا قلوبَكم لا ثيابكم" (يوئيل2: 13)، فتُدرِكك مراحم إلهنا الصادقة، ومواعيده التي بلا ندامة (رو11: 29).

    + هل تريد أن تستدّ عنك أفواه الشياطين فلا تضرّك؟ تَمَسَّك بالصلاة والصوم مثل دانيال، الذي كان أمينًا لإلهِهِ فلم تَضرّه الأسود.

    لَمَّا أَلقَى الحاكم بأمر الله البابا الأنبا زخارياس (٦٤) للأسود الجائعة اقتربت اليه تلحس قدميه مستأنسة به ولم تؤذه.. كان البابا رجل صوم وصلاة.

    + الصوم والصلاة هما اللذان عمل بهما الأنبياء، وتنبّأوا من أجل مجيء المسيح، قبل مجيئه بأجيال..

    فإن رغبتَ أن تدخُل إلى روح النبُوّة، وتَفهَم سِرّ عبيدِه الأنبياء؟
    عليك بالصوم والصلاة، لأنّ روح الأنبياء مُخضَعَة للأنبياء (1كو14: 32)، وشهادة يسوع المسيح هي روح النبوّة (رؤ19: 10).

    + الصوم والصلاة هما اللذان عمل بهما الرسل، وبشّروا في جميع الأمم، وصيّروهم مسيحيِّين.

    لقد تَسَلَّح آباؤنا الرسل بالصوم والصلاة، فبلغت أصواتهم الى الأرض كلّها.

وبدون الصوم والصلاة، لا تُوجَد نِعمة، ولا قوّة للكرازة والمناداة بالتوبة.
القمص لوقا سيداروس