ياسر أيوب
هل كان من الطبيعى أو الضرورى أن يبنى نادى توتنهام فى شمال لندن أوكارًا للحشرات وبيوتًا للخفافيش داخل أرض النادى.. أم أن دونا ماريا كولين بالغت أكثر مما يجب وألزمت ناديها بما ليس مطالبًا به أى نادٍ رياضى.. فمنذ ثلاثة أيام فقط أعلنت دونا التى تشغل منصب المديرة التنفيذية لنادى توتنهام أن النادى سيقوم ببناء ٢٥ وكرًا للحشرات و٥٠٠ بيت للخفافيش.
وسيقوم توتنهام بذلك ملتزمًا بشراكته فى برنامج أطلقته الأمم المتحدة بعنوان الرياضة من أجل الطبيعة.. ويهدف هذا البرنامج إلى استغلال شعبية الرياضة وتعلق الناس بأنديتها للمحافظة على البيئة والتوازن الطبيعى.. وكان توتنهام هو النادى الوحيد فى الدورى الإنجليزى الممتاز الذى قبل المشاركة فى هذا البرنامج.. وكانت دونا ماريا كولين حريصة على ذلك وبدأت بالفعل فى استغلال أرض النادى لزراعة خضروات وفواكة عضوية يتم استخدامها فى مطاعم النادى للاعبين والموظفين والعمال.
وفاز توتنهام العام الماضى بجائزة مشروع العام فى استخدام الرياضة للمحافظة على التنوع البيولوجى وتم إعلان أنه أكثر الأندية الإنجليزية حفاظًا على البيئة.. وكانت أوكار الحشرات وبيوت الخفافيش خطوة جديدة لدونا ماريا كولين بقصد المحافظة على التوازن البيولوجى، وألا تبقى كائنات مهددة بالانقراض.. وأصبح السؤال المطروح هو: هل جوائز المحافظة على البيئة أهم لجماهير توتنهام من انتصارات كرة القدم؟.
وهل ستكتفى هذه الجماهير بتفوق توتنهام بهذه المشروعات على أرسنال حيث يتقاسم الناديان المنافسة بديربى شمال لندن الدائم منذ ١٩١٣، أم ستبقى تريد التفوق كرويًا على أرسنال؟.. ويمكن أيضًا طرح سؤال آخر هو: ما الذى يمنع توتنهام وأى نادٍ آخر من السعى وراء التفوق الكروى، وفى نفس الوقت يلتزم بمثل هذه المشروعات البيئية والإنسانية؟.. وهو سؤال لا يستطيع الإجابة عليه إلا دانيال ليفى، الرئيس التنفيذى لتوتنهام، والمفترض أنه يدير جبهتى النادى.
كرة القدم ومشروعات البيئة.. أو مدربين وإداريين كرويين أمام دونا ماريا كولين.. المرأة التى أنهت دراستها الجامعية فى كيب تاون فى جنوب إفريقيا بشهادتى ماجستير فى السياسة واللغة الإنجليزية.. وقضت ثلاثين عامًا تعمل كخبيرة ومستشارة فى مجال الشركات وإدارة الأعمال والتحقت بنادى توتنهام فى ٢٠٠٦، وأصبحت المديرة التنفيذية للنادى.
ولم ولن تنسى دونا ما جرى أثناء مباراة بين توتنهام ومانشستر يونايتد فى ٢٠٢٣، حين انتقدت أداء توتنهام وسخرت منها جماهير توتنهام باعتبارها مسؤولة فى النادى، وإن كانت ترى أخطاء فعليها العمل مع زملائها على إصلاحها وتلافيها.. وأدركت دونا وقتها أنه لا مجال لها فى كرة القدم بجنونها وتحولاتها وتناقضاتها لكن ليس من حقها فى أى وقت نسيان أنها المرأة التى تدير ناديًا رياضيًا اسمه توتنهام.
نقلا عن المصرى اليوم