بقلم عماد عطية
"اختفاء فتاة / سيدة قبطية، واسرتها تناشد السيد الرئيس..."
وبعد أيام.. "عودة المختفية / المختطفة، وأسرتها تشكر الرئيس والأمن..."
دي عناوين بنشوفها على وسائل التواصل الاجتماعي من حين لآخر.. مما يطرح عدة أسئلة:
- ليه مفيش حد بيقول أيه سبب أو ملابسات "الاختفاء" أو "الاختطاف"؟
- في حالة "الاختطاف" هل تم القبض على الجاني / المختطف؟
- كيف تمت عودتها؟ برضاها أم رغما عنها بضغط الأمن و الكنيسة؟
- وأخيرا، لماذا لا نسمع أبدا عن اختفاء مسلمات؟
نسيبنا من حكاية "الاختطاف" دي لأنها كلام فارغ لا يستحق الوقوف عنده، ونبدأ بالسؤال الأخير الذي أعتقد انه يجيب على معظم الأسئلة..
نعم.. يحدث "اختفاء" للفتيات / السيدات المسلمات مثلهم مثل المسيحيات.. واذا أردنا الدقة، فان هذا الذي يسمى اختفاء اسمه الحقيقي "طفشان"، أي هروب، يعني الواحدة من دول طفشت من بيتها والأسباب لده كتيرة جدا ومنتشرة في مجتمعنا للأسف.. أولها طبعا، في مجتمعنا الجميل شديد المحافظة، سوء المعاملة الذي كثيرا ما يصل لحد استخدام العنف.. وطبعا أشكال "التقييد" المختلفة لحريتها وعدم احترام حقوقها الطبيعة.. وأخيرا قد يكون السبب انها دخلت في علاقة مع شاب لا ترضى عنها عائلتها..
والسبب الأخير ده نقف عنده شوية، أولا، عدم رضاء العائلة قد يكون لآسباب مختلفة وليس يالضرورة اختلاف الدين، ولكن نخلينا في اختلاف الدين لأن هو ده اللي بيركز عليه معظم المسحيين الغاضبين اللي بيختزلوا الموضوع في مؤامرة "أسلمة القبطيات" المزعومة..
طبعا، يحدث أن ترتبط فتاة مسيحية بشاب مسلم، من غير مؤامرة أسلمة ولا استهداف متعمد ولا حاجة، وطبعا ده بيحط الطرفين في مشكلة.. وعلى فكرة كتير من العائلات المسلمة لا ترحب بارتباط أبنائها بفتاة مسيحية، لكن طبعا وبلا جدال، المشكلة الأساسية بتكون عند الفتاة المسيحية وعائلتها..
ولكن ماذا لو كان الوضع معكوس؟ أي ان ترتبط فتاة مسلمة بشاب مسيحي؟ هنا تصبح الكارثة أعظم والله.. فقوانينا الجميلة، حيث لا يوجد زواج مدني، تجعل من المستحيل على فتاة مسلمة أن تتزوج بمسيحي، بينما تسمح للفتاة المسيحية أن تتزوج بمسلم حتى دون تغيير دينها، وطبعا مفيش تغيير دين من الاسلام للمسيحية أو غيره، وفي الحالات التي أعرفها لم يكن أمامهم بديل عن السفر خارج البلاد حيث يوجد زواج مدني.
اصدار قانون زواج مدني مهم وضروري، وأراه مستحيل في الأجواء الحالية، ولكن الأهم العمل على القيم الاجتماعية ومحاربة الأفكار المتخلفة والرجعية والمحافظة.. وده حتى أصعب..
أبوة.. مفيش أمل.. في المدى المنظور على الأقل