بقلم /ماجد كامل 
تحتفل الكنيسة القبطية الآرثوذكسية يوم 9 مارس بتذكار نياحة  البابا كيرلس السادس البطريرك ال116  ؛ فلا يوجد بيت قبطي لا يحتفظ بصورة له في منزله  ؛ ولعل اللقب الذي أشتهر به البابا كيرلس السادس هو لقب "رجل الصلاة " فلقد حرص منذ أن سيم قسا أن يقيم صلوات القداس الإلهي يوميا  مهما كانت الظروف .  ومن هنا قرر المجمع المقدس الاعتراف بالبابا كيرلس السادس قديسا رسميا في جلسة يوم 20 يونيو 2013 .   وفي هذا المقال سوف نعرض لحياة وإنجازات البابا كيرلس السادس . 
 
ميلاده ونشاته :
  ولد  "عازر يوسف عطا "  في يوم 2 أأغسطس 1902 ببلدة طوخ دلكة بمحافظة المنوفية ؛  ثم أنتقلت الأسرة إلي مدينة الإسكندرية للعمل هناك  ؛وتدرج عازر في مراحل التعليم المختلفة ؛ ويروي عنه أنه في طفولته  توجه إلي مائدة طعام أسرته ؛فشاهد عليها ما لذ وطاب من أصنفة الطعام الجيدة ؛فثار وعاتب والدته قائلا "إننا نأكل الطعام الفاخر ؛وبجوارنا عائلة الكردي فقيرة ومحتاجة حتي إلي العيش الحاف .الا يحسن أن نهديهم  هذا الطعام الفاخر ؛فهم أحوج منه إلينا "فسرت الوالدة للشعور الجميل الذي للطفل عازر
 
وبعد انتهاء المرحلة الثانوية ؛عمل عازر بشركة "كوكس شيبنج " للملاحة  ؛وأظهر فيها درجة كببرة من الأمانة والالتزام والاخلاص في العمل .
تاريخ رهبنته والتحاقه بدير البراموس :  
 
   أشتاقت نفسه إلي حياة الرهبنة ؛ فأستقال من عمله  ؛وتوجه إلي دير السيدة العذراء الشهير بالبراموس بوادي النطرون في يوم 12 يوليو 1927 ؛ثم قضي فترة اختبار في الدير حتي تمت رسامته راهبا في يوم 25 فبراير 1928 تحت أسم "الراهب مينا البراموسي " وفي داخل الدير أهتم كثيرا بخدمة الرهبان الشيوخ ؛ وأشتاقت نفسه لحياة التوحد داخل أحدي المغارت في الجبل ؛فغادر الدير ليسكن في مغارة تبعد حوالي ساعة عن الدير "مازالت قائمة حتي الآن  " ولقد زاره في المغارة كل من د.حسن فؤاد مدير مصلحة الآثار العربية في ذلك الوقت ؛ومعه ضيف أمريكي هو مدير كلية اللاهوت بنيويورك ؛حيث كانا في زيارة لدير البراموس ؛وعند خروجهما التقيا عن غير قصد بأعرابي عرض عليهما زيارة الراهب المتوحد ؛فلما جلسا إليه قال له العالم الأمريكي أنه جاء ليجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الرهبنة القبطية تمهيدا لوضع كتاب عنها ؛وقضي الأثنان ما يقرب من ساعتين معه؛ ولما قررا الانصراف عبر العالم الأمريكي عن فرحته بلقاء الراهب الناسك والمعلومات الوفيرة التي استقاها منه ؛أما العالم المصري د.حسن فؤاد ؛فلقد أعطاه كارته الشخصي وقال له "شكرا لك يا أبي فلقد رفعت رأسنا عاليا وشرفت المصريين جميعا  .

زيارة البابا يؤانس التاسع عشر للمغارة :  
"ولم تمض بضع أيام حتي فوجيء بزيارة أخري فرح لها جدا ؛وهي زيارة قداسة الأب البطريرك البابا يؤانس التاسع عشر الطريرك ال113 (1928- 1942) ؛الذي سمع عن بركات الراهب الناسك المتوحد  في مغارته ؛فأصر علي الذهاب إليه  بالرغم من شيخوخته ؛وتروي القصة أنه عندما علم الراهب مينا البراموسي بمجيء البابا إليه خرج لأستقباله في نصف الطريق ؛ولكن الأب البطريرك أصر علي زيارة المغارة بنفسه وأخذ بركتها  . وتمضي الأيام ويختلف الراهب مينا مع رهبان الدير ؛فقرر أن يغادر الدير ويتوجه إلي القاهرة .  
 
السكن في طاحونة الهواء بمصر القديمة : 
 بينما هو يتجول بين الطواحين في مصر القديمة سأله الخفير المنوط بحراستها عما ينتويه ؛فأعرب الراهب مينا عن رغبته في السكن داخل الطاحونة ؛فأبلغه الغفير أنها من مخلفات عصر المماليك وهي تابعة لمصلحة الآثار العربية ؛وممنوع قطعيا لأي شخص أن يسكن  فيها ما لم يحصل علي إذن من رئيس المصلحة ؛وهنا تذكر الراهب مينا كارت التوصية الذي أعطاه له الدكتور حسن فؤاد  .وفي اليوم التالي مباشرة توجه الراهب مينا وطلب مقابلة رئيس المصلحة ؛وكم كانت دهشة الجميع أن خرج رئيس المصلحة وعانق الراهب مينا بحرارة ثم أدخله إلي مكتبه ؛ وعندما علم برغبة الراهب مينا في السكن داخل الطاحونة  حتي كتب خطابا إلي الغفير يأمره فيه أن يسمح للراهب الناسك السكن داخلها ؛وأن لا يتعرض إليه أحد . ولقد كتبت كتب كثيرة عن حياة الراهب مينا داخل الطاحونة الأثرية بمصر القديمة ؛ وعن المخاطر الكثيرة التي تعرض لها ؛منها هجوم ثلاثة من اللصوص عليه ومحاولة الفتك به وسرقة الطاحونة ظنا منهم أن بها كنوز أثرية ؛ ومما يروي عن هؤلاء الثلاثة اللصوص أن واحد منهم صدمه  قطار فمات في الحال ؛ وعندما شاهد اللص الثاني هذا المنظر أصابته صدمة عصبية شديدة ؛أما الثالث فذهب إلي الراهب باكيا وطالبا التوبة .
 
كذلك من ضمن المخاطر التي كان يتعرض لها  خروج الذئاب عليه ومحاولة افتراسه ليلا ؛  ومن القصص الطريفة التي رويت عنه أنه في فترة من الفترات كانت الطاحونة بدون باب ؛ ففوجيء ذات مساء بدخول ذئب عليه ؛ فرسم عليه علامة الصليب المقدس وسأله "ماذا تريد يا مبارك ؟ "فإذا بالذئب تزول عنه طبيعته الوحشية ويمكث تحت رجليه كحمل وديع ؛ ومنذ ذلك اليوم أعتاد الذئب أن يخرج عليه كل مساء ويبيت معه حتي الفجر ويشرب الماء ثم يخرج ؛ ومن القصص الطريفة التي تروي أنه ذات ليلة كان يزور الراهب مينا أحد الأخوة  ؛وعند غروب الشمس وأثناء مغادرته الطاحونة شاهد الذئب يدخل عليه  ؛فأنزعج جدا لرؤيته ؛فداعبه الراهب مينا قائلا له "لا تنزعج ؛فهذا شريكي في الطاحونة " ( ولعل هذا الموقف يذكرنا بموقف مماثل للقديس برسوم العريان الذي سكن  معه ثعبان كبير  داخل مغارة كنيسة أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة)  . ويروي البعض أنه بعد وفاة البابا يؤانس التاسع عشر في يوم 21 يونيو 1942 ؛أن الراهب مينا المتوحد حزن عليه جدا ؛وفي ذات ليلة شاهد رؤيا أن البابا يؤأنس صاعد إليه في المغارة في الجبل ؛فسأله الراهب مينا المتوحد عن سر صعوده الجبل ؛فأجابه البابا أن عصا الرعاية قد كسرت منه ؛فطلب منه الراهب مينا أن يتركها قليلا عنده لكي يصلحها ؛ وبعد أن أصلحها وعندما أعادها إليه ؛قال له الاب البطريرك " خذها يا أبونا مينا ؛فلقد وهبتها لك " ثم استيقظ أبونا مينا من الرؤيا ؛وأخذ يفكر في معناها . 
ترشيحه للأسقفية  وهروبه إلى دير الأنبا شنودة بسوهاج :
وتروي بعض القصص أن البعض رشح الراهب مينا المتوحد لكي يصير أسقفا لأحدى إيبروشيات الوجه البحري ، ؛فلما سمع الراهب مينا بهذا الترشيح هرب سريعا إلي دير الأنبا شنودة  بأخميم والمعروف في كتب التاريخ "بالدير الأبيض "؛ومكث هناك فترة حتي علم أنه قد تم صرف النظر عن للأسقفية  ؛ فعاد مرة ثانية إلي الطاحونة .
 
المحاولة الأولى لتعمير منطقة أبو مينا بمريوط : 
 وخلال هذه الفترة داعبه حلم عمره وهو إعادة تعمير دير مارمينا الاثري بمريوط ؛وكانت في ذلك الوقت منطقة عسكرية تابعة للجيش البريطاني ؛فقدم طلبا إلي قائد الجيش يلتمس منه السماح بالسكن داخل خرائب دير مارمينا الأثري بمريوط  فرفض القائد البريطاني  بإصرار ؛فأضطر الراهب مينا للرضوخ للأمر ؛ولكن الحلم ظل يعاوده بقوة حتي تمكن من تحقيقه في الوقت المناسب كما سنري . 
 
توجهه إلى مغاغة لتعمير دير الأنبا صموئيل الأثري :
 وفي هذه الفترة طلب مطران بني سويف من الأنبا يوساب "وكان في ذلك الوقت قائمقام البطريرك أن يوفد الراهب مينا المتوحد لتعمير دير الأنبا صموئيل الأثري بجبل القلمون بالقرب من مغاغة ؛ فوافق القائمقام ؛وبالفعل ذهب مينا المتوحد إلي مغاغة لتعمير الدير ؛ وكانت هذه هي النواة الأولى لعودة الرهبنة إلي هذا الدير الأثري .
 
السكن لفترة في حجرة بكنيسة الملاك القبلي بمصر القديمة وبعض كنائس مصر القديمة  : 
وعندما عاد إلي مغارته  بالطاحونة بمصر القديمة أكتشف أن الجيش البريطاني قد أحتل المنطقة نتيجة إشتعال الحرب العالمية الثانية .  فطلب الراهب مينا المتوحد من كاهن كنيسة الملاك القلبلي بمصر القديمة بالسماح له بالإقامة  داخل الكنيسة الأثرية ؛ وكل من يزور هذه الكنيسة الأثرية – وحتي الآن -  يجد الحجرة الخاصة بالقمص مينا المتوحد ويوجد  بها الدولاب الخشبي البسيط الذي كان يضع فيه حاجاته الشخصية ."وتنفرد هذه الكنيسة الأثرية بأيقونة نادرة للسيدة العذراء وهي ترضع الطفل يسوع لا مثيل لها في كل كنائس القاهرة علي حد علمي " كذلك أقام فترة من الوقت بكنيسة السيدة العذراء الأثرية المعروفة ببابليون الدرج بمصر القديمة .  
 
البدء في بناء كنيسة مارمينا الزهراء بمصر القديمة : 
وفي هذه الفترة فكر في بناء كنيسة علي أسم الشهيد العظيم مارمينا ؛ فأشترى  قطعة أرض مساحتها 500 متر وتقع بجوار كنيسة الملاك القبلي بحي الزهراء بمصر القديمة ؛وأقام في الدور العلوي من الكنيسة السكن الخاص به ؛ وأقام في الغرف الملحقة بالكنيسة ورش لتعليم أطفال الحي الحرف البسيطة كالحدادة والنجارة والسباكة ؛ كما أقام سكنا للطلبة المغتربين ؛وألتف حوله العديد من الشباب المؤمنين ببركته والطالبين صلواته ؛وتوافد عليه العديد من الشباب مسلمين وأقباطا ملتمسين بركاته ؛وخرجت عشرات القصص عن معجزات الشفاء التي يجريها الله علي يديه في هذه الكنيسة الصغيرة الفقيرة
 
نياحة البابا  يوساب الثاني وترشيحه للبطريكية :
 وفي يوم  13 نوفمبر 1956 توفي البابا يوساب الثاني البطريرك ال115  ؛فأختير الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف السابق قائمقام بطريرك؛ حيث قام بترشيح القمص مينا المتوحد –دون علمه-  للبطريركية حتي رسيت عليه في النهاية . 
 
تاريخ رسامته بطريركا بأسم البابا كيرلس السادس :
 ؛ وبالفعل وتمت رسامته بطريركا تحت أسم "البابا كيرلس السادس " في يوم الأحد الموافق  10 مايو 1959 بحضور كبار رجال الدولة والسلك الدبلوماسي .
 
تعمير وافتتاح دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط : 
 وبعدها تحقق حلم عمره ؛إلا وهو إعادة تعمير الدير الأثري لمارمينا بمريوط ؛وكان ذلك يوم 27 نوفمبر 1959 حيث قام البابا كيرلس السادس بوضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط ليتحول الدير إلى مركز إشعاع روحي كبير مازلنا نعيش ثماره حتي الآن .
 
أهم إنجازاته في البطريكية : 
1- شهدت الكنيسة القبطية فترة من البهاء لعل من  أهم ملامحها  أهمها الصداقة القوية والمتينة التي ربطته بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر  . 
 
2- من بركات هذا العهد ، تجلي السيدة العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون يوم منذ مساء يوم 2 أبريل 1968 ، وأستمر الظهور المتوالي لمدة سنتين . 
 
3- تمت في عهده افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالانبا رويس في يوم 25 يونيو 1968 بحضور الرئيس عبد الناصر والامبراطور هيلاسلاسي أمبراطور أثيوبيا . 
 
4- كذلك تمت إعادة جزء من رفات القديس مرقس الرسول من فينسيا .
 
5- حدثت نهضة روحية كبرى في عهده ما زلنا نعيش ثمارها حتى الآن ، فلقد كان يقيم القداسات والعشيات اليومية ،وكثيرا ما كان يزور الكنائس المختلفة فجر أي يوم ليفقتقد شعبه ويتابع بنفسه الصلوات اليومية في الكنائس .
 
6- ظهرت في عهده الأسقفيات العامة  لأول مرة ، حيث تمت سيامة الراهب أنطونيوس السرياني  للتعليم و للمعاهد الدينية اللاهوتية والتربية الكنيسة باسم " نيافة الأنبا شنودة " ، والراهب "مكاري السرياني " أسقفا للخدمات العامة والإجتماعية والعلاقات المسكونية بأسم " نيافة الأنبا صموئيل " في 30 سبتمبر 1962 . كما تمت سيامة الراهب " باخوم المحرقي " أسقفا للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي بأسم " نيافة الأنبا غريغوريوس " في 10 مايو 1967 . 
 
7-تأسيس كنائس قبطية ببلاد المهجر :
 في عام 1961 ، أرسل القمص أنجيليوس المحرقي ( المتنيح نيافة الأنبا مكسيموس مطران القلبوبية ) ، والشماس "سمير خير سكر " ( نيافة الأنبا باخومويس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ) للخدمة في الكويت  . كما التفت قداسته إلى إستراليا ، فأوفد " القمص مينا لبيب نعمة الله " للخدمة فى إستراليا ، كما أوفد   القس مرقس إلياس للخدمة في تورنتو بكندا ، والقس مينا كامل للخدمة راعي كنيسة السيدة العذراء بسموحة للخدمة في مدينة فرانكفورت بألمانيا الغربية .
 
8-العلاقات الخارجية مع رؤساء كنائس العالم : 
+ زيارة البطريرك المسكوني أثيناغوراس في 5 ديسمبر 1959 ، وأكتوبر 1963 .  
+ زيارة ألكسيس بطريك موسكو في 25 نوفمبر 1960 . 
+ زيارة الأسقف مكاريوس أسقف قبرص ورئيس جمهوريتها في 25 مايو 1961 . 
+زيارة الأنبا كيرلس بطريرك بلغاريا في أبريل 1962 .
+ زيارة بفالي رئيس أساقفة فنلندا في 9 ديسمبر  1966 .
+ زيارة جوستنيان بطريرك رومانيا في يناير 1966 . 
+من الكنيسة الكاثولوكية زاره  ( الكادرنال كوينج رئيس أساقفة فيينا -  الكادرنال دي قيسستبورج رئيس مجلس الكنائس الشرقية بالفاتيكان – الكادرنال المستشرق تيسيران – الكاردينال دوفال رئيس أساقفة الجزائر – الأسقف فيلببرانت أمين عام سكرتارية الوحدة المسيحية بالفاتيكان حيث زاره أكثر من مرة ) . 
 
+ من الكنائس البروتستانية والأسقفية زاره ( القس د قيسرنهتوت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي – القس فرانكلين فراي رئيس الكنيسة اللوثرية الأمريكية – القس شارف رئيس الكنيسة الألمانية المتحدة وأسقف برلين الغربية – دونالد كوجان رئيس أساقفة يورك بشمال انجلترا – ماك كينز رئيس أساقفة القدس والشرق الأوسط –آلان أسقف فولهام بانجلترا .... الخ ) . 
 
+ شارك في مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المنعقد في أديس آبابا في خلال الفترة من  16 يناير 1965 إلى 27 يناير 1965 .الذي حضره كل رؤساء الكنائس الأرثوذكسية من جميع أنحاء العالم .
 
+ أثناء القداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة  في 25 يناير 1968 ، زار الكنيسة القبطية معظم رؤساء كنائس العالم . 
 
الدور الوطني لقداسته : 
أرتبط البابا كيرلس السادس بعلاقة صداقة قوية ومتينة مع الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر " كما كان قداسته مشاركا في جميع المناسيات الوطنية التي مرت بها مصر في تلك الفترة ، نذكر منها ( نكسة يونيو 1967 – الاعتداء الغاشم على مصنع أبو زعبل في 12 فبراير 1970 – الاعتداء الغاشم على مدرسة بحر البقر في 9 أبريل 1970-  وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 ومشاركة الكنيسة القبطية بوفد ضخم في تشييع الجثمان .... الخ ) . وعلى المستوي الخارجي مساندته للقضية الفلسطينية وقضية القدس ، فعندما أصدر الكاردينال " بيا " وثيقة تبرئة اليهود من دم السيد المسيح ،  سجلت الكنيسة احتجاجا رسميا وشعبيا على هذه الوثيقة ، فدعا إلى مؤتمر صحفي عقد ببطريركية الأقباط الأرثوذكس  في 19 ديسمبر 1963 ، حضره السادة مندوبي الصحف العربية والأجنبية ، وأعلن في هذا المؤتمر الاستنكار الرسمي والشعبي لهذه الوثيقة  . كذلك أبضا عندما وقع الاعتداء الغاشم على المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969 ، أصدر قداسته بيانا هاما نشر في جميع الصحف المصرية يستنكر فيه هذا العدوان . ولقد كلف قداسته نيافة الحبر الجليل الأنبا صموئيل بالقيام بجولات مكوكية في جميع عواصم العالم لدعم قضية القدس  ..... الخ . 

تاريخ نياحته : 
رحل البابا كيرلس  عن عالمنا الفاني في يوم 9 مارس 1971 ؛ عن عمر يناهز 69 عاما ، قضى منها 12 سنة بطريركا ،    ودفن أولا بالكاتدرائية المرقسية ؛ثم نقل بعدها وبناء علي صيته إلي دير مارمينا بمريوط حيث دفن هناك ؛وكان ذلك في يوم 24 نوفمبر 1972 ؛ومازال جسده مدفونا بدير مارمينا يزوره الألوف  يوميا .  
 
مراجع المقالة : 
1-القمص صمويل تواضروس السرياني : تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ، مكتبة دير السريان ، الطبعة الثالثة ، الصفحات من 333 – 365 .
2-إيريس حبيب المصري : قصة الكنيسة القبطية ، الجزء السابع ، موقع الكنوز القبطية Coptic Treasure . 
3-الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني : وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها المعاصر ، الجزء الثاني ، 
4-القس دانيال فانوس : البطريرك الصامت ، البابا كيرلس السادس – حياته وإرثه ، ترجمة جيهان غبريال ، مدرسة الإسكندرية ، الطبعة الأولى ، يناير 2024 .