Oliver كتبها
السيد المسيح  تجسد ليحارب حروبنا و بغير تجسده ما كان إبليس يقدر أن يقترب منه. من برية المعمودية جاء (برية اليهودية) إلى برية التجربة ( برية اريحا) من التجارب نعرف أنه اختبر ما نجوز فيه و هو قادر أن يعين المجربين عب2: 18 في البرية الأولي أصعد من الماء ليحل الروح القدس عليه و في الثانية أصعد إلى البرية ليغلب الروح الشرير 
 
كان إبليس مصمم أن ينتزع من المسيح إعترافاً واضحاً صريحاً أنه إبن الله ( و ما زال إلى اليوم يحاول من خلال أعوانه) فإبليس معتاد على الإدعاءات الكاذبة والافتخارو يريد أن المسيح يتفوه بتصريح شخصى أنه إبن الله  في بدء خدمته قبل أن يظهر عجائبه و يعلم تعاليمه فيكون إذا قال أنه إبن الله لا يصدقه أحد .
 
و ينفر منه الناس لأنه يتفاخر عليهم دون أن يقترب منهم و قد يخافون مجرد الإقتراب من إبن الله.لغة المسيح عن نفسه مختلفة تماما عما يطلبه إبليس حتي اليوم. فهو يحين يتكلم عن نفسه يقدم نفسه (الراعى – المخلص- المحب- الخادم و هو السيد- الباب الحياة الحق المحبة ) و حين توجد ضرورة فهو يقول عن نفسه (أنا و الآب واحد ) و أنه إبن الله مت26: 63مر14 : 61و 62,لكن هذه الضرورة لم توجد إلا في نهاية خدمته و ليس بدايتها. 
 
 أصر رب المجد في التجارب الثلاثة ألا يجيب إبليس بأى تعليم من تعاليم العهد الجديد لكي لا يكون الشيطان هو أول من يسمع عن تعاليم المسيح المخلص.بل أجابه بما هو مكتوب مسبقاً.لأن الإنجيل ليس للشيطان إذ لا بشارة بل هلاك لإبليس.
 
هل لا يعرف إبليس من هو المسيح؟ أم يعرف و يريد أن المسيح يتكلم بلغة التباهى بشخصه كإبن الله؟
لقد كان إبليس يعرف من هو المسيح.لأنه عند نهر الأردن سمع الجميع صوت الآب قائلاً عنه : هذا هو إبني الحبيب الذى به سررت.مت3: 17  لهذا عند أول معجزة لطرد روح نجس بعد معمودية المسيح نطق الروح الشرير قائلاً : أه .ما لنا و لك يا يسوع الناصرى.أتيت لتهلكنا؟ أنا أعرفك من أنت .قدوس الله.مر1: 24.و من هذه الكلمات نرى أن الشيطان يعرف أصل المسيح جسدياً أنه من الناصرة. و يعرف عن لاهوت المسيح أنه قدوس الله .و يعرف لماذا تجسد (ليهلك الشياطين بصليبه و يخلص البشر من سلطان الخطية) فهو بالتأكيد يعرف أن المسيح هو إبن الله.و قد قالتها الشياطين صريحة أن المسيح هو إبن الله لو 4 : 41 المسيح له المجد أبكم الشياطين لكي لا يتكلموا عنه لأنهم عرفوه مر1 : 34 حتى الروح  الشرير في كورنثوس في اليونان يعرف من هو يسوع أع19: 15  
 
و ما زالت الشياطين تحوم حولنا سائلة : هل قال المسيح عن نفسه أنه إبن الله.متجاهلين لغة المسيح الذى رغم أنه أعلن لاهوته  و مارس سلطانه الإلهي كثيراً لكن باللغة الوديعة المتضعة اللائقة بمخلص العالم. حديث المسيح عن نفسه ليس بالتباهي كالأديان الأرضية بل بالطريقة التي تؤدى إلي خلاصنا.
 
لم يحدث مطلقاً أن الشيطان عرض مقترحات شريرة كالتي عرضها علي المسيح.فلم يطلب من نبي مثلا أن يحول الحجارة خبزا و لا طلب أن يلقي أحدهم بنفسه من على قمة الهيكل لتحمله الملائكة و لا طلب أن يسجد له أى إنسان.فلماذا كانت إقتراحاته هكذا فجة مقيتة و غير مسبوقة في تجاوزاتها؟ 
 
ذلك لأنه لم يكن يقترح فحسب بل يستفز شخصاً قدامه منهك القوى جائع و عطشان .فما وجد فى نفسه حاجة ليتلاعب بل مباشرة عرض تجاربه المتهورة إعتماداً على أنه رأى المسيح مستنزفاً من الصوم و السهر.لكن المسيح كان مستنزف الجسد لا الروح.كان منهك البدن لا القلب.له سلطان على نفسه و يجيد إختيار كلماته مهما كان متعباً.لم يكن الصوم مشكلة عند المسيح هذه التى ظن الشيطان أنها نقطة ضعف.لكنه في ضعف الجسد إنتهر الشيطان.و أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة.
 
بعدما أن الرب يسوع إنتهر إبليس و غلبه في كل التجارب جاءت ملائكة فصارت تخدمه.نلاحظ أن الملائكة جاءت بعد إنتهاء التجارب.فالمسيح لم يكن يحتاج لأحد ليعينه علي إبليس. إنما جاءت الملائكة تسبحه قائلة لك القوة  و المجد و العزة. فهى منذ لحظة التجسد صارت تعرف الله المتجسد و كما كانت تسبح إبن الله قبل تجسده فقد صارت معتادة أن تسبحه بعد التجسد فجاءت لتسبحه.
 
ربما أرسلها الآب كعلامة على إنتهاء هذه الجولة مع الشيطان و إعلان نصرة المسيح المتجسد. أو جاءت الملائكة بترتيب من رئيس الملائكة الذى خصصه الله لمحاربة إبليس أينما يوجد و منعه من إيذاء أبناء الله. أو جاءت الملائكة من ذاتها لكى تظهر عظمة إبن الله قدام قوى الشر.فهى زفة من الأرواح المقدسة مقابل إنكسار من إبليس و أعوانه.و سيبقي ما يحدث في عالم الروح سر.