حمدى رزق
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، ورسالة الرئيس «السيسى» إلى عموم الشعب المصرى من الأكاديمية العسكرية، تدخل فى «باب الفضل»، وينسحب عليها قوله سبحانه وتعالى: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ».
الكريم لا ينسى أهل الفضل عليه، ومن أسدى إليه معروفا يذكر إحسانه، ويشكر جميله، ويقدر عطاءه، قال تعالى: «وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ».
رسالة الرئيس بعلم الوصول، رسالة تقدير واحترام للشعب المصرى، مثمنًا وعيه الحضارى، وموقفه التاريخى، وقوفا خلف دولته وقيادته الرشيدة فى مفصل تاريخى تمر به الدولة المصرية، فرض عليها، وتتوقى منه، وإن كتب عليها مواجهته، عناية الله جندى.
وبنص كلمات الرئيس من الأكاديمية العسكرية، «لابد أن أسجل بكل تقدير واحترام اصطفاف المصريين خلف القيادة والدولة».
الرئيس لفته وعى المصريين وتفهمهم للمخاطر المحيطة بالدولة الوطنية، وفى الجوار أوطان تتداعى، وسقط بعضها فى غيابات الجب.
الوعى الوطنى كان حاضرًا بقوة، والشعب دائمًا محتشد حول قيادته، يقويها ويمدها بمدد من عزيمته، فى الملمات والمفاصل التاريخية تختبر عزيمة الشعب، يتجلى معدنه الأصيل.
المصريون مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، دوما على قلب رجل واحد فى مواجهة الأحداث التى تمر بها الدولة المصرية، وهذا من طبائع شعب مخزونه الحضارى ذخيرته فى المفاصل التاريخية.
السيسى ممتنا شاكرا صنيع المصريين، نصا: «ده أمر مأثر فيا جدًا وسعيد به أوى، سعيد إنكم جنب منى ومعايا وفاهمين، وحتى لو فى ظروف صعبة، محدش بيتكلم غير إننا فى مصر على قلب رجل واحد أمام التحديات التى نواجهها، كل التحية لشعب مصر».
لا يمرر الرئيس مناسبة إلا شاكرا الشعب المصرى، امتنانا وعرفانا بفضله وصبره وإخلاصه وثقته فى المستقبل، وهو يجاهد تحملا لمصاعب الحياة بجلد الصابرين، والامتنان خلقا هو مقدرة الشخص أن يكون شاكرا ويظهر الفضل لمن حوله فيَغْبِطهُم، ويرضيهم، ويطبطب عليهم.
ما من مناسبة تسنح للرئيس إلا ويلهج لسانه بشكر المصريين، امتنانا وعرفانا بفضلهم وصبرهم وإخلاصهم وثقتهم فى المستقبل، وهم يجاهدون تحملا تبعات الإصلاح الاقتصادى القاسية بجلد الصابرين.
كلمات الرئيس، من قبيل الامتنان والعرفان، ومن الكلم الطيب، السيسى مُمتن، الرئيس بكلماته الشاكرة يمسح على رأس كل مصرى مقبّلا جبينه، أحسن الرئيس بإحسانه لمن أحسنوا لهذا الوطن.
الامتنان حق لشعب كريم العنصرين، شعب فاهم وواعٍ ومسيّس ومثقف، الأمى فيه يعرف أكثر منا جميعا، ومخلص لوطنه، من يحترم هذا الشعب يكتب له الاحترام، والامتنان شعور متبادل، والفضل لأهل الفضل جميعا.
هذا الشعب الطيب ترضيه تاخد منه عينيه، الشعب المصرى لمن خبر معدنه، شعب أصيل، يعرف الفضل لأهل الفضل، شعب يضرب الأمثال جميعا، نموذج ومثال.
شعب راضٍ بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، تفرحه انتصارات شبابه يرى فيهم حلمه، ويرقص على الطبل البلدى حبا فى أغلى اسم فى الوجود، ويقف زنهارا تحية للعلم، وتدمع عيناه على أغنية «يا حبيبتى يا مصر».
شتان بين امتنان الرئيس وجفاء نفر من الذين لا يرعوون لعظمة الشعب المصرى، للأسف صارت بضاعة البعض من جلدتنا فيسبوكيا وفضائيا وصحفيا جلد الشعب المصرى، وكلما أمعنوا فى الجلد والاجتراء نالوا جوائز العار، للأسف سولت للبعض أنفسهم إهانة الشعب، ويتترون فى وحل أنفسهم، وينصّبون أنفسهم قيّمين على شعب علّم الأقدمين.
نقلا عن المصرى اليوم