بقلم - محمد محمود
نتفق أولا أن المسيحى المصرى قد تعرض لاضطهاد بشع لم يتعرض له ولا حتى اليهود ولا الهنود الحمر، بحيث تصبح معجزة المسيحية الحقيقية هى استمرارها فى مصر ليوم الله هذا، - ولو عيل شكك فى كلامى ها ضطر أنشر كلام موجع- ولكن.. لم تستعن الكنيسة مرة واحدة بأى دولة أجنبية على مدى ألفين سنة.!
ولما وصل الفرنساو للمحروسة سنة 1798 إجتمع الديوان وكان قراره الأول هو " قتل" المسيحيين المصريين، ووافق جميع الأعضاء إلا الباشا شخصيا ومراد بك، ودول مهتمين بالجزية والضريبة مش بالدين، ودخل الفرنساو مصر والأزهر قدم له الولاء والطاعة، إلى درجة إن نقيب الأشراف الشيخ خليل البكرى قدم بنته مقصوفة الرقة زينب هانم البكرية ل " يفعل" بها نابليون.!!!
نوصل للمهرج عرابى اللى كان بيكره غير المسلمين جدا، وكان أول من اقترح ترحيلهم من مصر، ولما وصل لمنصب وزير الحربية والبحرية كان شرط الإنجليز والفرنساو إنه يحمى الأقليات والأجانب فى مصر، وهو طبعا قال زى عبد الحكيم عامر " برقبتى ياريس".!!
عربجى إسكندرانى يتخانق مع خواجة من مالطا، تكون نتيجة العركة الهجوم على الأجانب والأقليات فى الأسكندرية تحت شعار " اقت- لوه- فهو نصرانى".
كانت نتيجة اليوم الأول من العركة 82 قتيل، وتستمر 35 يوما، وتمتد للبحيرة وطنطا وقرى الوجه البحرى، بحيث أدت إلى هجرة الآلاف من المسيحيين واليهود من مصر.!!!
هنا تدخلت إنجلترا لحماية الأقليات والرعايا الأجانب، مع ملاحظة ان 99 % من الأجانب هربت من مصر، وهنا أيضا اختفى العقل تماما وصبحت الحالة العرابية هوجة فى بر مصر.
تبدأ البوارج فى ضرب الأسكندرية فتحولها خرابا، ويقتل 2000 مصرى، فى مقابل خمسة فقط من الإنجليز، ويكون أول قرار ل عرابى هو محاصرة قصر الخديوى ب 500 جندى تحت دعوى أنه سوف يتفاوض مع الإنجليز، ولكن ينفك الحصار بعد قليل، ويكون ثانى قرار للأهوج عرابى هو الإنسحاب من الإسكندرية وإخلائها من السكان ثم حرقها، وتم بالفعل تشريد 150 ألف مواطن، ولكن قرار الحرق لم ينفذ، ودخل الإنجليز وقدموا الطاعة للخديوى .
وبالطبع كانت الجرائد تذيع منشورات عرابى، وأول منشور أصدره هو ان البوارج الإنجليزية قد احترقت؟؟؟ نفس بيان ناصر أنهم أسقطوا ألف طائرة وعلى أبواب تل أبيب.!!!
وتحصل هوجة فى طنطا ويقتلون 80 نصرانيا، وتنتقل العدوى لباقى المحافظات.
يوم 25 مايو الخديوى يرسل على باشا مبارك ليجمع بين الخديوى وقائد الجيش، ويرفض عرابى فى ثقة لامبرر لها، ويعلن خلع طاعة الخديوى لأنه خائن للوطن، ويعلن بكل بجاحة:
" وهانحن بجيشنا المظفر المنصور فى مراكز الحرب قد بعنا أنفسنا فى حياة بلادنا وحفظها من الأعداء، ..........والله يؤيد بنصره من يشاء".!!
ويعزل الخديوى عرابى ولكن الجمعية العمومية تعقد إجتماع بحضور قيادات الأديان فى مصر وشيخ الأزهر ونقيب الأشراف ويتلوا عليهم محمد عبده قرار الخديوى بعزل عرابى، ويقررون رفض قرار الخديوى واستمرار عرابى.!!!
نصل لليلة الفاصلة فى الحرب حيث قضاها عرابى فى حلقة ذكر ونام بكل خشوع، فى الواحدة والنصف صباحا يصل الإنجليز وتقوم مذبحة مروعة يموت فيها عشرة آلاف مصرى، ولم تطلق المدافع المصريه ال 13 طلقة واحدة حتى استولى عليها الإنجليز، بينما يهرب البطل عرابى بالفانلة واللباس وحافى إلى القاهرة، ويكون أول من إستسلم للإنجليز ، ولا تستمر " العركة" سوى ثلاثون دقيقة فقط.!
الطريف فى الأمر هو إجتماع الجمعية العمومية التى رأيناها منذ قليل تقف فى صف البطل عرابى ضد الخائن توفيق، وتقرر بكل بجاحة إرسال خطاب إعتذار للخديوى وطلب العفو عن عرابى، ولكن يحكم عليه السادة الجدد بالإعدام الذى يخفف إلى النفى، وتنتهى هوجة الأهطل عرابى ويبدأ الإحتلال الإنجليزى للمحروسة.
عايز مصرى شريف واحد يدلنى على مكان البطولة فى القصة دى .