فاطمة ناعوت
فى أجواء رمضانية دافئة، وداخل خيمةٍ بيضاءَ أنيقةٍ على بساطتها، فى دار الدفاع الجوى، كان لنا شرفُ اللقاء بالسيدة الأولى «انتصار السيسى»، قرينةِ السيد الرئيس؛ لتناول «إفطار المرأة المصرية» فى الليلة الرمضانية الثامنة، التى صادفت «اليوم العالمى للمرأة»، ٨ مارس. الزهورُ بيضاءُ، وكذلك الستائرُ المُسدلة ومفارشُ الطاولات والشموعُ داخل القناديل النحاسية. الإضاءةُ حالمةٌ، والوجوه طيبةٌ سعيدةٌ بدفء اللقاء. الطعامُ بسيطٌ وشهىٌّ، والمشهد بأسره يَشِى بالهدوء والجمال راسمًا فلسفة: الثقة فى «قوة البساطة».

«المرأةُ المصريةُ أيقونة النجاح» هو الشعارُ الذى أطلقه السيدُ الرئيسُ وقرينتُه ليرافقَ هذا اليوم من كل عام، مؤكدًا نظرتَهما المُقدِّرة للمكانة الرفيعة التى تحتلّها المرأةُ المصرية فى ميزان الوطن. قالتِ السيدةُ الأولى: «أؤمنُ بأن كلَّ امرأة تحملُ فى داخلها طاقةً عظمى، وسأظلٌّ دائمًا داعمةً لكل سيدة تسعى لتحقيق أحلامها وبناء مستقبلٍ أكثرَ إشراقًا لوطننا العظيم». وتتأكدُ كلمتُها بتكريمها كلَّ عامٍ نماذجَ مشرقةً من سيداتٍ مصريات تحدين الصعابَ ووثبن فوق الأشواك ليصنعن نجاحاتهن وأمجادهن بقوة الإرادة والعمل الجادّ والإيمان بأن يدَ الله تُظلّل كل مكافح وكل جادٍّ فى هذه الحياة. خلال مأدبة الإفطار الرمضانى، حظيتُ بالجلوس إلى طاولة مجموعة من الحقوقيات الجميلات لتناول القهوة. مالت نحوى المستشارة «نهاد أبوالقمصان»، رئيسة «المركز المصرى لحقوق الإنسان»، وأشارت إلى إحدى السيدات، ثم همست بفخر: «هذه أول رئيسة محكمة فى تاريخ مصر».

فالشاهدُ أن المرأة المصرية تحظى اليومَ بمكانةٍ رفيعة فى ظلّ قيادة سياسية مثقفة، تؤمن بقدرات المرأة غير المحدودة للنهوض بالمجتمع؛ فوضع الرئيسُ «عبدالفتاح السيسى» ملفَّ دعم المرأة وتمكينها فى شتى المجالات على رأس أولويات الدولة. لهذا حصلت المرأةُ المصرية اليومَ على مكتسبات غير مسبوقة سواء على المستوى التشريعى أو السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى، ما يعكس فلسفة الرئيس التى تُجلُّ المرأةَ وتؤمن بقدراتها الفائقة، فجعل المرأةَ عنصرًا أساسيًّا فى صناعة القرار، ورسم مسار التنمية، إيمانًا منه بمكانتها المؤثرة فى المجتمع كشريك أصيل فى بناء مستقبل مصر.

شهدتِ السنواتُ العشر الماضية فى عهد الرئيس السيسى مكتسباتٍ تاريخية للمرأة المصرية، عزّ وجودُها فيما سبق، منها:

- التمكين السياسى وزيادة التمثيل البرلمانى، حيث حملت المرأةُ المصرية عددًا محترمًا من الحقائب الوزارية، فى مجالات حيوية مؤثرة مثل التخطيط والصحة والبيئة والتعاون الدولى والتضامن الاجتماعى والثقافة، عطفًا على زيادة نسبة السيدات فى المناصب القيادية بالمحافظات، بدءًا بمنصب «المحافظ»، مرورًا بعدد غير مسبوق من مناصب «نائبات المحافظين» و«مساعدات المحافظين». كذلك ارتفعت نسبُ تمثيل المرأة فى مجلسى النواب والشيوخ بعد التعديلات الدستورية الأخيرة لتحقق أعلى تمثيل نسائى فى تاريخ البرلمان المصرى.

- الحقوق التشريعية والقانونية، حيث تم التصديق على قانون «تجريم الحرمان من الميراث» لحماية حقوق النساء، وتغليظ العقوبات على جرائم «التحرش الجنسى والعنف ضد المرأة»، وكذلك تجريم «ختان الإناث» بعقوبات تصل إلى السجن المشدد، عطفًا على إقرار تعديلات فى قانون العمل لحماية المرأة العاملة، مثل مد إجازة الوضع، وإلزام جهات العمل بتوفير بيئة آمنة للمرأة.

- التمكين الاقتصادى ودعم ريادة الأعمال، حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة مشاركة المرأة فى سوق العمل بفضل برامج التمويل المُيسَّر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى أطلقتها الدولة، وكذلك إطلاق مبادرات لدعم المرأة المعيلة والأسر الأكثر احتياجًا، مثل «مبادرة حياة كريمة»، تلك المعجزة المصرية التى قضت على العشوائيات وأهدت للأسر البسيطة أماكن سكن فائقة الجمال والنظافة، بالإضافة إلى دعم المرأة الريفية من خلال برامج التمويل الزراعى والمشروعات الحِرفية.

- الاهتمام بالصحة ودعم المرأة اجتماعيًّا، وذلك من خلال إطلاق مبادرة «صحة المرأة المصرية» للكشف المبكر عن سرطان الثدى، والتى استفادت منها ملايين السيدات، كذلك التوسع فى برامج تنظيم الأسرة والرعاية الصحية للأمهات والحوامل، بالإضافة إلى دعم المرأة من خلال برامج «تكافل وكرامة»، حيث تحصل ملايين السيدات على الدعم النقدى لتحسين مستوى المعيشة وحفظ ماء وجوههن من مشقّة السؤال.

- المرأة فى القضاء والنيابة العامة، حيث عُيّنت الحقوقياتُ لأول مرة فى مجلس الدولة والنيابة العامة، بعد أن كان ذلك مقصورًا على الرجال لعقود طويلة، كما تولت الحقوقياتُ مناصبَ قضائيةً بارزة فى المحاكم المختلفة، ففى عام ٢٠١٨، تم تعيين المستشارة «حسناء شعبان» رئيسة لمحكمة طنطا الاقتصادية، لتصبح بذلك أول سيدة تترأس محكمة فى مصر، وفى عام ٢٠٢٢، أصبحت المستشارة «رضوى حلمى» أول سيدة تتولى منصب قاضية، ورئيسة للمحكمة الإدارية العليا فى مصر. تلك التعيينات تمثل خطوات مهمة نحو تعزيز دور المرأة فى السلك القضائى المصرى.

شكرًا لمصر، وشكرًا للرئيس المثقف «عبدالفتاح السيسى»، الذى دعم المرأة المصرية حتى أشرقت وسطعُ نورُها فى جنبات الوطن العظيم.
نقلا عن المصرى اليوم