القمص يوحنا نصيف
تُعتَبَر خدمة الفقراء، وفِعل الخير والتوزيع، ذبائح تُسِرّ الله، ويشتمّها رائحة سرور (عب13: 16).
توجَد خدمات اجتماعيّة تقوم بها الهيئات والأشخاص لا يمكن حصرها.. وهو عمل ممدوح علي مستوى الأُخُوّة البشريّة وحقوق الإنسان..
أمّا الخدمة الروحيّة فهي نابعة مِن عمل روح الله في الإنسان، وفيض النعمة؛ وهدف العمل هو لمجد الله وحده.
فلا فضل لإنسان مهما أعطى، لأنّه يقول للربّ: مِن يدك وأعطيناك (1أخ29: 14)، فلا وجود للتباهي والافتخار.
ولا إعلان ولا مُزايَدَات..
ولا مجد يأخذه الناس من الناس..
ولا سعي لإظهار العمل والإعلان عنه..
العمل يبدأ من الله وينتهي إليه.. والشعار الإلهي "إن عملتم كلّ البر فقولوا إنّنا عبيد بطالون لم نفعل سوي ما أُمرنا به".
+ الشركة مع الفقراء:
إنّ العطاء المادّي وحده، لا يُشعِرنا بالشركة مع إخوتنا المحتاجين.. لكن أن نَدخُل إلى واقع حياتهم، ونشاركهم بشعور حقيقي إنّهم ونحن أعضاء في جسد واحد، وأبناء للآب السماوي الواحد، والمعمودية الواحدة، والإيمان الواحد، فهذا شيء آخر!
فإن كان بإمكان الذي يُعطي، أن يتواصل مع إخوته الذين يخدمهم، فإنّه يَتَحَصَّل بالنعمة على عزاء وفير.
ولكن إن تعذَّر ذلك، بسبب بُعد البلاد أو المسافات، أو كثرة المسؤوليّات، فعلى الأقل يَعمل هذا كلّما سَنَحَتْ له الفرصة، ويَسَّرَتْ له النعمة الحصول على هذه البركة.. ليس على سبيل الاطّلاع أو الفُرجَة على إخوتي الفقراء، بل على سبيل التعزية، والحصول على الفائدة المرجوّة.
القمص لوقا سيداروس