ياسر أيوب
فى 1996.. بدأ النجم الأمريكى توم كروز إنتاج سلسلة أفلام حملت كلها عنوان «مهمة مستحيلة».. كل حكاياتها كانت عن إيثان هانت الذى يقوم بدوره توم كروز يقود فريقًا سريًا مهمته إنقاذ العالم من المجرمين والأشرار.. وكلها فى الستة أفلام حتى الآن كانت مستحيلة واقعيًا وعمليًا لكنها فقط ممكنة سينمائيًا.. وليس من الواضح لماذا اختارت جريدة «إيكيب» الفرنسية الشهيرة نفس العنوان: «مهمة مستحيلة».. لتصف رحلة فريق باريس سان جيرمان إلى مدينة ليفربول الإنجليزية لمواجهة فريق ليفربول، مساء أمس الأول، فى دورى أبطال أوروبا.
هل كانت «إيكيب» تقصد أنه ليس مستحيلًا أن يفوز باريس سان جيرمان على ليفربول الذى سيلعب فى مدينته على ملعبه ووسط جماهيره وعشاقه، أم أنها أرادت أن تقول إنها المهمة المستحيلة بعدما خسر باريس سان جيرمان مباراة الذهاب فى ملعب الأمراء فى باريس، وفاز عليه ليفربول بهدف فى الدقائق الأخيرة.. ووصفت نفس جريدة «إيكيب» يومها ما جرى بأنه كان حادث سرقة.
وأن الفرنسيين لعبوا واجتهدوا وحاولوا لكن سرق منهم الإنجليز الانتصار فى النهاية.. ولم تعترض الصحافة الإنجليزية واعتبرت ما جرى فى استاد الأمراء باعتباره سرقة كروية بالفعل مشروعة لا يعاقب عليها أى قانون.. وبات واضحًا أن ليفربول هو الذى سيتأهل لدور الثمانية؛ حيث يصعب أن يخسر فى أنفيلد أمام باريس سان جيرمان.. لكن كان من الواضح أن الإسبانى لويس إنريكى، المدير الفنى لباريس سان جيرمان، هو أكثر الجميع إعجابًا واقتناعًا بسلسلة أفلام «مهمة مستحيلة».. وربما تخيل إنريكى نفسه يقوم فى ملعب كرة بنفس ما قام به توم كروز على شاشة سينما.
وقبل السفر إلى مدينة ليفربول قام لويس إنريكى بأهم وأجمل ما يمكن أن يقوم به أى مدرب فى العالم وهو إقناع لاعبيه بأنه يستطيعون الفوز وقادرون عليه حتى وهم يلعبون فى الملعب التاريخى لليفربول.. فهناك فرق كثيرة خسرت قبل أن تلعب؛ لأنها استسلمت لليأس والإحباط.. ومثلما كان يجمع توم كروز فريقه فى طائرة تسافر بهم إلى شرق أوروبا والخليج العربى وآسيا للقيام بمهامهم المستحيلة.
جمع إنريكى لاعبيه فى طائرة أقلعت بهم من باريس فى هذه المهمة المستحيلة أمام ليفربول.. وبدأت المباراة ليتقدم باريس سان جيرمان بهدف مبكر أحرزه عثمان ديمبلى، وفشل بعدها لاعبو ليفربول فى إحراز أى أهداف.. وينتهى بهذه النتيجة وقت أصلى ووقت إضافى ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح.. ولا يسجل من ليفربول إلا محمد صلاح فقط ليخسر ليفربول ويغادر البطولة.. ويعود باريس سان جيرمان إلى باريس فائزًا ليثبت أن المستحيل ممكن فى السينما.. وكرة القدم أيضًا.
نقلا عن المصرى اليوم