حمدى رزق
خمسة عقود مرت منذ وعيت أنالكرة مستديرة، '> الكرة مستديرة، والكرة تعنى المنافسة الشريفة بين قطبين كبيرين، والمفضل لدى القطب الأحمر الأهلاوى، وكاتب هذه السطور أهلاوى قُح كما يقول الكتاب الكروى.
ما هكذا تورد الإبل، ليلة حزينة مرت ثقيلة، والأهلى ينسحب بشكل مخز من أمام خصمه اللدود متذرعا بأسباب تحكيمية واهية، ومظنة مظلمة تدبر فى الخفاء.
للأسف تحكمت «نظرية المؤامرة» فى قرار صدر فى بيان بليل، لم يرعوِ لشموخ النسر الأهلاوى، ولم يحترم تقاليد المؤسسة العريقة، ولم يراع مشاعر جمهوره العظيم.
بيان التهديد، وتلاه قرار الانسحاب لا يليق بكبير الكرة الإفريقية، نادى القرن لا ينسحب من قمة الكرة المصرية، ومهما أحاطت بالقمة من ظروف غير مواتية، الأهلى لا ينسحب، الأهلى يفرض حقوقه بالفوز، ويطيح المؤامرة على البساط، ويفرض سيطرته الكروية بالترفع عن الصغائر.
(جماعة بيبو) التى تحكم الأهلى لم تطالع (الكتاب الأحمر) كتاب التعاليم والتقاليد المؤسسة لمنظومة الأهلى الكروية، ومن تعاليمه، كيف ترتسم كبيرا، كيف تعلو فوق الصغائر ولا تتصاغر، الانسحاب لم يرد فى كتاب الأهلى، الانسحاب يدخل فى باب العيب!.
الجماعة التى تحكم فى الأهلى أصغر من أن تتحكم فى قرار ناد بحجم الأهلى، الجماعة التى تحتفى بإخوانى مارق ينتمى لجماعة إرهابية، وترسمه نجمها المفضل، لا يرتجى منها خيرا، جماعة تتصاغر وتقزم الأهلى الكبير، وتضعه فى مصاف فرق كانت تنسحب رعبا من مواجهة الأهلى وتحرر محاضر فى قسم الشرطة.
المشهد المخزى الذى لف العالم، وتناقلته وكالات الأنباء، تحت عناوين زاعقة بالفضيحة الكروية (انسحاب نادى القرن)، تعوزنا الأسباب الحقيقية لهذا القرار الأهوج، من ذا الذى يتخذ قرارا يهدد مستقبل الكرة المصرية، من ذا الذى يظن نفسه فوق الجميع، من ذا الذى يلوى ذراع المنظومة الكروية بأسرها؟!.
نعم الأهلى شعبيته جارفة، والقبيلة الحمراء ضخمة، وقوية، ومؤثرة، ونافذة، لكنها قبيلة راشدة وعاقلة، ولا يقودها الصغار إلى هاوية الفتنة الكروية، ولا يستخدمون جماهيرها العظيمة دروعا بشرية يهددون بها ويفرضون سطوتهم الكروية من المدرجات، تجاوزا هذا يدخل فى باب العيب السياسى.
هناك أصابع خفية تحرك (جماعة بيبو) لإحداث فتنة كروية تعكس حالة قلق مجتمعية لا تحتمل فى هذا الظرف السياسى الوطنى الحساس.
توتير الأجواء الكروية يستهدف فتنة كروية، المشرحة مش ناقصة، والفتنة الكروية تطل برأسها مجددا، لعن الله من أيقظها.
تحشيد الجماهير وراء المظلمة التحكيمية ليس من الحكمة فى شىء، أخشى أيادى غريبة فى الإناء، هناك من يفتن الجماهير المصرية كل حين، ومعلوم الفتنة الكروية أخطر على الوطن من الفتنة الطائفية.
فى الفناء الخلفى، هناك من ينفقون على فتن الجماهير الكروية إنفاق من لا يخشى الفقر، وهناك استعداد طبيعى للاحتراب الكروى الماثل فى الحالة الكروية المصرية.
نار الفتنة تضرب الوسط الكروى، النار سارحة من تحت الأقدام، ومعظم النار من مستصغر الشرر، والنفخ فى النار بقرارات الصغار سيصلينا نارا، غضبة الجماهير فى المدرجات صدى لما هو حادث فى الغرف المظلمة، من اتخذ هذا القرار كالأعمى الذى يبحث فى الغرفة المظلمة عن قطة سوداء لا وجود لها!.
نقلا عن المصرى اليوم