الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
 
ربّي وإلهي،  
 
أنا نادمٌ، 
ليس خوفًا من نارٍ، ولا طمعًا في فردوس،  
 
بل لأنّني حينما صمتُّ، تحوّل صمتي إلى سيفٍ في يد الظالم، 
 
وحينما سكتُّ عن الجائع، صار جوعي أكبر من جوعه،  
 
وحينما مررتُ على المسجون ولم أنطق باسمه، كنتُ شريكًا في أسره.  
أنا نادمٌ، لأنّني آثرتُ راحتي على صليبك،  
 
لأنّني أهنتُكَ يومَ صفّقتُ للقيصر، وسكتُّ على صلبك من جديد،  
 
يومَ رأيتُ المصلوبين ولم أصرخ،  
 
يومَ سرتُ خلف الحشد الهاتِف: "أصلبه! أصلبه!"  
 
بينما أنتَ، يا ربّي، كنتَ هناك، في وجه المسحوق،  
في صرخة المظلوم، في دمعة الأم الثكلى.  
 
أنا نادمٌ، لأنّني سمّيتُ الظلم "قَدَرًا"،  
 
وسمّيتُ الخضوع "طاعةً"،
 
وفي الدين حسبتُ الخضوع طاعةً روحيّة،
 
منحت فرصًا لرؤساء في الدين مرضى ليتحكّموا في المصائر،  
ولبستُ ثوب البرّ بينما في داخلي مرارةُ الأسى،  
 
لم أحبّ كما تحبُّ، ولم أغفر كما غفرتَ،  
 
لم أحمل صليبي، بل صنعتُ صلبانًا لغيري.  
 
لكنّني الآن أعودُ إليك،  
 
لا لأغسلَ يديّ كما فعل بيلاطس،  
 
بل أنا مثل اللصّ اليمين، أمدّها نحوك،  
 
أقول: "اذكرني يا ربُّ، متى جئتَ في ملكوتك"،  
 
ذاك الملكوت الذي يبدأ هنا، في الأزقّة المتعبة،  
 
في صوت من يقول "لا"، وفي قلبٍ ينبضُ بالرجاء ضدّ الألم.  
 
لذلك، أرفض الخطيئة لأنّها تحني رؤوسنا أمام الطغاة،  
 
أبغض الظلم لأنّه يدنّس وجهك في أخي الإنسان،  
 
وأعاهدك أن أمضي نحو الجلجلة، لا هربًا منها،  
 
بل ثباتًا في دربك، درب الحبّ، والحقّ، والقيامة.  
آمين.