حمدى رزق
شاهدت غصبا مع مراهقى العائلة حلقة من برنامج «رامز إيلون مصر»، ضيفته كانت خفيفة الظل الفنانة مربوحة «رحمة أحمد»، عجيب أمره رامز جلال) البلياتشو المصبوغ لايزال يمارس سخفه باستمتاع غريب.
كنت تجنبت برنامجه، تزعجنى الفجاجة، المصحوبة بالسخافة، المقرونة بالاستظراف، رامز يستمرئ التنمر، تحس إنه متحرش مخبول هارب للتو من مستشفى الأمراض العقلية، تخيل يستقبل فنانة لطيفة بجملة غليظة «هنزل لرحمة وأخلى وشها زى الفحمة»!!.
معلوم، السادية اضطراب نفسانى يفضى إلى التلذذ بتعذيب الآخرين، وتقابلها المازوخية، التى تشير إلى التلذذ بالتعذيب الذاتى، ورامز «مكس» سادى على مازوخى، ويمارس ساديته بعد بلوغ نشوة المازوخية الشخصية على من يقع فى طريقه.
البلياتشو السخيف، يمارس فى ضيفه (ضحيته) أبشع أساليب السادية التى ربما لم تسجلها مراجع علم النفس، يخرب بيت عقلك، كل هذه السادية مخبوءة فى تلافيف نفسك الممحونة.
صعب هضم مثل هذه البرامج المرضية فى رمضان والدنيا صيام، برنامج ينشر السادية والمازوخية، ومجمل الأمراض المجتمعية المزمنة والساربة من تنمر إلى تحرش إلى الإهانة اللفظية والجسدية الفجة!!.
فكرة البرنامج، مريض بالمازوخية يستقبل مرضاه ليمارس السادية، بوصلة من التنمر تصل حد التحرش، وضيوفه للغرابة يستعذبون العذاب، يستلذون من اللذة، تحس أنهم من طائفة مضروبة بالسادية!.
يعرفون مسبقا بمقالب هذا السادى المازوخى المعدة جيدا لاستباحة النجم فى لحظة رعب صادمة، فيهذى ويسب ويلعن سنسفيل رامز وكلبه الإلكترونى العضاض، وتسيل ضحكاته الشبقة على شفتيه فى لزوجة انتصار مزعوم على نجم مرعوب.
بح صوتنا، وغيرنا كثير، فى ترشيد «ظاهرة رامز جلال السنوية» التى تحولت إلى سبوبة مسحوبة من رصيد مصر الناعم الذى يتآكل بفعل فاعل، ولأسباب لا تتسع السطور لاستيعابها، ولكن مرصودة من الغيورين على رصيد العقود الماضية من الفن الجميل أن يضيع هباء بين أيادٍ لاهية لا ترعوى لقيمة أو لقامة لقاء «صرة مال».
عندما تمول مثل هذه البرامج بالملايين من خارج الوطن هذا يضع علامات استفهام حول هذه المأساة السنوية التى هى حاصل جمع أمراض نفسية مزمنة، كوكتيل من التحرش والتنمر وقلة القيمة، والاستهزاء بكل المعانى الإنسانية.
تحويل البشر إلى مسوخ مشوهة فقط لإرضاء ذائقة طائفة من عتاة المتنمرين، يستلقون على أقفيتهم من الضحك على أصوات الصريخ والعويل المفتعل، فضلا عن مفردات قبيحة مكانها صفيحة القمامة فى بير السلم، تفوح منها عفونة قاذورات الفضاء الإلكترونى.
ما يقدمه «رامز» هو إهانة بشيك مدفوع لصاحبه، وبعلمهم يتواطأون جميعا لإخراج صورة مصرية قبيحة، تنسف قيمة الإبداع المصرى، وتهدم معبده، وتصطحب وجوها ملونة كالأراجوزات على الشاشة لتشوه الوجه المصرى الصبوح إرضاء للمنتج الذى يضحكه هذا الكوكتيل الفج من البذاءات والإهانات، طالما مصرية وبأيادٍ مصرية!!.
لو هناك من يخطط لإهانة الفن والإبداع المصرى فقط يكفيه تمويل مثل هذه البرامج المخلية من القيمة المضافة، بل تعمد إلى إضحاك الجمهور العربى على شكل وصورة أهل الفن والإبداع المصريين الذين كانوا يوما ما رسل القيم الجمالية المضافة لقوة مصر الناعمة.
لا يعنينى شخصية البلياتشو الملونة بفجاجة، ولكن يعنينى صورة الفن المصرى فى العيون، تخيل هؤلاء المتساقطين من أعلى فى مشاهد عبثية يعلق عليهم آمال فى تقديم فن هادف يستحث البشر على قيم الحق والحب والجمال.. هيهات!!.
نقلا عن المصرى اليوم