ياسر أيوب

أثبت الهنود فى سنين طويلة ماضية أنهم أذكى من كثيرين غيرهم وأكثر قدرة على القيادة والتحدى وإدارة مؤسسات عالمية كبرى وصنع النجاح لأنفسهم وللآخرين.. وغير ساتيا ناديلا رئيس مايكروسوفت.. وسوندار بياتشى رئيس جوجل.. وفاسانت ناراسيمهان رئيس نوفارتيس.. ونيل موهان رئيس يوتيوب.. وأجاى بانجا رئيس البنك الدولى.. وأرفيند كريشنا رئيس آى بى إم.

 

ولاكسمان ناراسيمهان رئيس ستارباكس.. وغير هؤلاء سبقهم ولحق بهم كثيرون غيرهم فى مختلف المجالات سواء علوم وتكنولوجيا أو تجارة واقتصاد.. وإعلام ورياضة أيضا.. ففى ديسمبر 2023 قررت لوسى فريزر، وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية، تعيين سمير شاه رئيسا للبى بى سى.. وكان سمير المولود فى مدينة أورانجاباد بالهند قد هاجر مع والديه إلى إنجلترا حيث أكمل تعليمه هناك ونال الدكتوراة فى الجغرافيا وعلم الاجتماع.. وتواصلت تجاربه ومشروعاته الإعلامية حتى تم اختياره لرئاسة بى بى سى.

 

ومنذ أيام قليلة قرر سمير شاه تغيير شكل الإعلام الرياضى فى البى بى سى مقتنعا بأنه من الغباء أو الفشل أو الانتحار الإعلامى أن يبقى الأداء التليفزيونى الرياضى يدار بنفس القواعد القديمة التى تجاوزها الزمن بعد سطوة السوشيال ميديا وتوافر وسائل لا آخر لها لمعرفة الأخبار الرياضية.. وألا ينتبه الإعلام التليفزيونى الرياضى لأجيال جديدة بدأت تتابع الرياضة ولن تقنعها أو ترضيها أو تكفيها الأشكال والمناهج التليفزيونية القديمة والمكررة.. وليس من الصواب أن يطلب الإعلام التليفزيونى من المشاهدين الجدد والصغار أن يقبلوا كارهين هذه الأشكال القديمة بدلا من تغيير هذه الأشكال لتوافق حياة جديدة ومختلفة يلزمها إعلام أيضا جديد ومختلف.

 

لهذا قرر سمير شاه تقليص عدد النشرات الإخبارية الرياضية فى البى بى سى، حيث لم يعد التليفزيون عموما هو المصدر الأول للأخبار بالنسبة لكثيرين جدا.. ولا يريد سمير أن يقع التليفزيون فى نفس الخطأ الذى وقعت فيه ولاتزال ترتكبه الصحافة الرياضية فى بلدان كثيرة فى العالم.. حيث لايزال هناك من لم ينتبهوا بعد إلى أنه لم يعد هناك من ينتظر صحيفة أو مجلة ليعرف ماذا جرى أو نتائج مباريات.. فكل ذلك أصبح الناس يعرفونه بل ويرونه مباشرة، ويريدون بدلا من ذلك معرفة لماذا جرى وماذا سيحدث بعد كل الذى جرى.

 

 

فالرهان الحقيقى الآن للتليفزيون والمفترض للصحافة أيضا هو العمق والتحليل وليس الخبر أو الكلام المرسل دون تدقيق وتحقيق وبحث عن الحقيقة.. واستعان سمير شاه منذ يونيو الماضى بأليكس كاى جيليسكى مديرا للرياضة فى البى بى سى كرجل مقتنع بالتغيير الذى سيبدأه مهما واجه معارضة أو انتقاد من حرس قديم يخاف ويرفض أى تغيير.

نقلا عن المصرى اليوم