دكتور بول غبريال – راعي الكنيسة العربية – شيكاجو
هل تساءلت يومًا ما الذي يطلبه منك الرب إلهك؟
هذا سؤال جوهري، والإجابة عليه تحدد علاقتنا بالله ، كما تحدد مسيرتنا الروحية معه.
الرب الحنون لم يتركنا في حيرة من أمرنا، بل أوضح في سفر التثنية ما يريده منا تحديدًا، الرب – له كل المجد – يريدنا أن نتقيه، ونحبه، ونعبده، ونحفظ وصاياه.
أولاُ: يريدنا الرب أن نتقيه ونسلك في طريقه – "َتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ" تثنية 10: 12
والتقوى تعني المخافة والإجلال والاحترام لله، هذه المخافة يجب أن تغير طريقة تفكيرنا وسلوكنا، وتعلمنا حياة القداسة والنزاهة والبر، القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب.
ثانيًا، يريد منا الرب أن نحبه ونعبده من كل قلوبنا ومن كل نفوسنا
"وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ" تثنية 10: 12
المحبة هنا ليست مجرد شعور عابر، بل هي التزام عميق ومتبادل، الله ليس بعيدًا ومنفصلًا عنا، بل لديه محبة فائضة تجاهنا، ويريد أن نبادله هذه المحبة بكل كياننا. عندما نحبه بكل قلوبنا ونفوسنا، تصبح عبادتنا مقبولة أمامه، لأنه يرى خفايا مشاعرنا ويعرف ما إذا كانت صادقة أم لا.
ثالثاُ: الرب يطلب منا أن نحفظ وصاياه وفرائضه التي أوصانا بها،
"وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لِخَيْرِكَ" تثنية 10: 13
وحفظ الوصايا لا يراد به تخزينها في الذاكرة، بل تطبيقها والعيش وفقًا لها وتطبيقها في الحياة اليومية. فالله لم يعطنا وصاياه لفرض قيود علينا، بل لأنها لخيرنا، فهي توجهنا نحو حياة صالحة مليئة بالسلام والبركات. الطاعة لله ليست عبئًا، بل هي طريق للحياة الحقيقية والمباركة.
ما يطلبه الله منا واضح وجلي: التقوى والاحترام، المحبة الكاملة، والطاعة العملية. عندما نعيش بهذه المبادئ، نصبح أكثر قربًا من الله، ونحقق الغاية الحقيقية من وجودنا.
فهل نحن مستعدون لأن نلبي هذا النداء الإلهي ونسلك في طريقه؟