محرر الأقباط متحدون
في عملية عسكرية جريئة واستثنائية، نفّذت القوات الخاصة الروسية الأسبوع الماضي هجومًا مباغتًا في إقليم كورسك، مستغلة ممرًا غير تقليدي لاختراق دفاعات الجيش الأوكراني.

وسط الظلام وتحت ستار الصمت، انطلقت كتيبة من 800 جندي روسي عبر أنبوب الغاز الروسي-الأوكراني، الذي توقف عن ضخ الغاز منذ يناير 2025 بعد رفض كييف تجديد عقده.

في خطوة تكتيكية ذكية، قامت القوات الروسية بشفط ما تبقى من الغاز واستبداله بالأكسجين، مما أتاح للمقاتلين التنقل داخل الأنبوب الضيق الذي لا يتجاوز قطره 140 سم، لمسافة 17 كيلومترًا، والبقاء داخله لمدة أربعة أيام في انتظار لحظة الصفر.

ومع انطلاق ساعة الصفر، خرج الجنود الروس بشكل مفاجئ من الأنبوب خلف خطوط الدفاع الأوكرانية، لتبدأ معركة خاطفة حاصرت القوات الأوكرانية من جميع الاتجاهات.

عنصر المفاجأة كان ساحقًا، حيث انهارت معنويات القوات المدافعة، وألقى 400 جندي أوكراني وأجنبي أسلحتهم مستسلمين أمام زحف القوات الروسية.

وبعكس معارك سابقة مثل باخموت وأڤدييفكا، حيثما إعتاد الروس ترك منفذًا لإنسحاب الأوكرانيين، هذه المرة كان الحصار محكمًا، عندما حاول بعض الجنود الأوكرانيين الفرار سيرًا على الأقدام، تاركين خلفهم معدات وأسلحة حديثة قدمها الغرب لهم، لاحقتهم طائرات لانسيت المسيرة الروسية بلا هوادة، لتسجل واحدة من أكثر الانهيارات العسكرية حدة منذ بدء الحرب.

في تقرير لها، كشفت مجلة فوربس الأمريكية أن الجيش الأوكراني تخلى عن مئات الآليات العسكرية الحديثة دون قتال، ما يُعد خسارة فادحة للعتاد الغربي المتقدم الذي تم تزويد كييف به.

ومع تصاعد هزيمة الأوكرانيين، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة لإنقاذ الجنود المحاصرين، وناشد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لـ”إبداء الرأفة” بهم، وكتب على منصته “تروث سوشيال”:

“في هذه اللحظة، يفرض الجيش الروسي حصارًا كاملًا على آلاف الجنود الأوكرانيين، إنهم في وضع بالغ السوء والخطر. لقد طلبت من الرئيس بوتين أن يحافظ على حياتهم لمنع وقوع مذبحة.”

لم يتأخر الرد الروسي، حيث أكد بوتين أن “أي جندي أوكراني يستسلم سيتم التعامل معه وفقًا للقانون الدولي، وستتم حمايته”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الخيار الوحيد للبقاء على قيد الحياة هو الاستسلام الفوري.

أما المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، فقد كان أكثر حدة في تعليقه، إذ قال:
“القوات الأوكرانية في كورسك باتت في حكم الأسرى أو القتلى، وتصفيتهم مسألة وقت. المهلة للاستسلام تتناقص بسرعة… مثل جلد الشمواه.”

في ظل نجاحها الساحق، حملت العملية اسم “السيل Potok”، ومن المتوقع أن تُدرّس كأحد أذكى وأجرأ العمليات العسكرية في التاريخ الحديث، حيث استخدم التخفي والتخطيط الذكي لتحقيق تفوق استراتيجي حاسم.