كتب : ادولف موسي

دعونا نتسائل، ما هو السبب فى هذا الانتصار الساحق لهذه الافكار المدروشه الهدامه التى خرجت مرة واحده الشرق ووصلت الى الغرب حتى اصبحت تهدد العالم كله الى درجة الارهاب و الدمار و تملكت بانتصار ساحق و رهيب تقريباً فى الشرق كله؟ لماذا طرق اناس كثيرون هذا المنهج العدوانى الملئ بالكراهيه و تأثروا به بهذا القدر؟ ايضاً لماذا هذه الكراهيه الغير عاديه و الرهيبه ضد من يدعون عليهم بالكفره من اهل الغرب و العالم المتقدم رغم انهم لا يستطيعون العيش بدون اخترعات و افكار هذا الغرب الكافر الذنديق؟

الاجابه سهله وواضحه، وصل الغرب الكافر لتقدم حضارى و تكنولوجى رهيب يتغير كل ثانيه من الاعلى الى اعلى. لم تستطيع اغلبية العقليه الشرقيه الصمود معها لانها عقلية كسل فكرى و عقليه استهلاكيه اكثر من ان تكون عقليه مبدعه. اراد الشرق،"الكسول و فقيرالابداع" استعمال ما وصل اليه الغرب من تقدم ولكنه اكتشف فى يوم من الايام ان هذا لا يكفى لان الشعور بالنقص قد ظهر فيه عندما طلب منه ان يقدم نصيبه من التقدم الهائل الذى وصل اليه العالم المتحضر. عندما لم يجد ما يقدمه بحث الشرق عن ما يجعله يختلف عن الغرب و يمكنه استعمال هذا الاختلاف ليتعالا به على الغرب بل ليرضى به نفسه و يغطى فشله " نعم لايمكن انكار ان هناك عقليات متميزه فى الشرق و لكننى اتكلم هنا عن الاغلبيه".
لم يجد الشرق ما يقدمه الا شئ كان مركون لديه منذ زمن بعيد و لم يستعمله الشرق منذ ازل بعيد فى المعامله مع الآخرين لانه كان ينظر له بالعلاقه الشخصيه بين الانسان و ربه فقط اسمه العقيده.
و لكن دعونا نسأل ماهى العقيده اولاً؟

العقيده هى شئ يعتقد به الناس و يقطنع به عن طريق الاحساس و تصديق ما قيل ووصل اليه عن طريق ما اسماهم بالحكماء او الانبياء. هذه تكون مبنيه على اساس المسلمات التى ليس لها تفسير منطقى فى بعض من الاحيان بل يمكن ان يكون لها فى بعض الاحيان تأثير ايجابى على حياة الانسان ان نقتله الى السمو بالاخلاق و حسن معاملة الاخرين. بمعنى انها نتقله الى الاصلح.
و لكن ما هو الاصلح؟

1- هل الاصلح هو ما يمارسه الانسان حتى للتخريب و القتل للمختلفين عن عقيدته و يدعى ان اله عقيدته قد امره بذلك و امره الا يفكر فى صلاحيه او عدم صلاحية هذه الاوامر و لكن ان يطيعها و يطبقها كأعمى البصر و البصيره كما انزلت؟ و لكن ان اختلف علماء هذه العقيده على كيفية تطبيق هذه الاوامر التى انزلت لأن لكل تيار منهم طريقته الخاصه فى فهمها فأى تيار لابد ان يتبع؟ و ان وجد اغلبيه ساحقه لتيار ما فى بلد ما هل معنى ذلك ان هذا التيار على حق مطلق و على كل الآخرين ايضاً فى المجتمعات الاخرى ان تتبعه لأن هذا المجتمع هو فقط الذى يعرف الحقيقه المطلقه التى لابد لكل العالم اتباعها؟ معنى ذلك ان عقلية اى بلد او مجتمع الذى يختلف عن عقليه هؤلاء لهم الاختيار اما ان يقبلوا هذا المنهج العقائدى او يقبلوا الارهاب الذى لن ينتهى الا بالاستسلام لهؤلاء الارهابيين او ام يزالوا من الحياة. هذا ما اصاب الشرق الآن، يريد ان يشعر بقيمه له و اجبار العالم كله على اتباع ما يسميه بالحقيقه العقائديه المطلقه على طريقته و كل من اختلف عن اختراعه اصبح كافر و يحل دمه! يسير الشرق على طريق، "لاننى لا استطيع ان اصمد معك فى التقدم لذا اجبرك على التأخر و التخلف معى لكى نكون متساوين و لكى استطيع ان ادارى نقصى بدون ان اخسر حيائى".

2- ام هو الوصول للرقى فى التعامل مع باقى البشر و ان يدع كل الآخر يعيش كما يشاء مادام لم يؤذى الاخرين؟
دعونا ايضاً نطرق مثل من الحياة الحاضره و هو ظاهرة السيد صلاح ابو اسماعيل! اننى اتعجب من هذه الشخصيه الخارقه. عندما سمعت لاول مره كيفية الثقه بالنفس عندما يفتى فيلسوف غبره بهبل و جهل و يدعى على نفسه العرافه الكبرى و فيلسوف عصره و يتحدث مثلاً عن معنى "بيبسى" و اشياء اخرى. لقد اثبت هذا العرافه الجهبز للناس كلها كمية الجهل الذى يعانى تحت وطأته. و عندما سمعت منه بعد ذلك و بكل وقاحه و ثقه بالنفس انه يريد ان يصل الى كرسى رئاسة مصر، كنت اعتقد ان هذا شئ مسيحيل لأن الناس عرفت ما و من هو هذا الجهبز الجاهل. لكننى عندما اسمعه يتحدث اظن بعض الاحيان اننى انا جاهل بكل منطق فكرى و علمى لثقة هذا الجهبز الرهيبه بما يقول و محاولة توصيل جهله الفكرى للناس على انه مسلمات من العقيده و انه الوحيد الذى يعرف الحقيقه المطلقه المخفيه عن باقى البشر اجمعين. ظننت نفسى آن ذاك بالفعل اننى انا الجاهل و ليس هو لكمية استيعاب كثير من الناس فى مصر له و لفكره كقائد ليس له بديل. عندما وجدته اكتشف هو ذاته مدى هبل و جهل فتاويه و ثقته الرهيبه ببيع جهله للناس على ان هذا الجهل آتى من العبقريه الفذه التى يعانى منها، عجبت للناس انهم اشتروا منه هذا الهبل و مجدوه اكثر من الاول. عندما افتى احد فلاسفة الغبره فى الماضى للناس ان الارض مصطحه لانه آن ذاك كان على يقين ان لا احد يستطيع ان يكذبه للجهل بالحقيقه صدقه الجميع فقط للجهل بالحقيقه. لكن عندما جاء جاليليو كعالم درس الحقيقه علمياً و اثبت ان الارض كرويه، قامت عليه الدنيا و لم تقعد. قيل له ان الاغلبيه الكاسحه قد قررت ان الارض مصطحه و ان عليه ان يقبل قرارات الاغلبيه. هذا ما يحدث الان فى الشرق ايضاً. كان و مازال نجاح السيد ابو اساعيل راكز على الجهل و من اهم واجبات امثال ابو اسماعيل الآن الاحتفاظ بالجهل عند الناس لان ان نورت عيونهم لن يجدوا هؤلاء فلاسفة زمانهم مورد لرزقهم المسموم.

اننا الان نعيش فى عصر العلم على اعلى المستويات، و السؤال هنا، لماذا ينجذب الشرق للدروشه الغير علميه فى تفكيره و فى حياته و يترك كل من افتى من فلاسفة الغبره العبث بعقليته كما يشاء؟
الاجابه سهله، لأن الجهل لا يجتاج مجهود اما العلم سوف يثبت للشرق مدى محدوديه قدراته على الفكر الحضارى و العلمى او التماشى معه و هذا يحتاج مجهود رهيب لا يقدر عليه الشرق على حالته الان.
الجهل جعل كثير من الناس يشترون البهدله لانفسهم و لاسرهم لنصرة السيد ابو اسماعيل الجاهل بياع الكذب و فلسفة الغبره فى حين انه هو لا يشارك معهم و يدعى اما ان رجله مسلوخه او تليفونه حصل له صدمه نفسيه لذلك لا يستطيع ان يكون معهم. و هذا الجهل جعل من الاروع منه السيد محمد حسان اكبر فيلسوف فى مصر و صاحب الفتاوى المفصله و الفتاوى التى لا ترد فى مصر. سوف اتكلم عن هذه الظاهره الاكثر من فلته فى مقال آخر.
اخيراً اتسأل: ما هو سر نجاح القيادى فى ايامنا هذه؟ السكون و البعد عن الاحداث بل تجاهل كل ما يحدث امامه من مقاومه الى ان تهدأ الامور فيعود الى تكملة مشواره الذى كان الشعب كله ضده و هو على يقين ان الفرقعه التى حدثت من مقاومه شعبيه لن تجد القوة الكافيه لكى تعود.
روعة تطبيق مبدأ امتصاص الغضب من الثائرين كانت لعبة معلم من السيد محمد مرسى رئيس بلد الفراعنه. هاجت مصر كلها و ماذا فعل السيد الرئيس؟ هرب واستخبأ و سكن و لكنه نجح فى تنفيذ رغبته بالكامل رغم انف الجميع! اخذت المعرضه دور الكلب الذى ينبح على الفاضى و تركوا للضباع المعفنه مصر فريسه!