حمدي رزق
للعلم، بينى وبين المستشار «مرتضى منصور» ود موصول، ويغضب من سطورى أحيانًا، ويعاتب، والعتب على قد العشم، هذه المرة أنا ومثلى كثير عاتبون على المستشار، عتاب المحبين.

عادة ما يُنصح بالابتعاد ما أمكن عن المجال الحيوى للمستشار «مرتضى منصور»، وتهكمًا يقولون ابعد عن المستشار وغنى له.

الاحتراز لا يُترجم صمتا على منشوره الأخير، مشاركًا متابعيه فى الفضاء الإلكترونى (صورة قديمة) وهو يجلس على المنصة فى نادى الزمالك متصدرًا الصورة، ومن خلفه يقف فى ركن قصى الدكتور «أشرف صبحى»، وزير الشباب والرياضة، ليعلق مرتضى على الصورة بـ«آه يا زمن».

جانب المستشار منصور الصواب، ومستوجب منه الاعتذار، والاعتذار من شيم الكبار، والدكتور صبحى يستحق من المستشار تقديرًا مستحقًا فى صورة ترسمه بشكل يليق.

لا يعيب الدكتور صبحى موقعه فى الصورة أبدًا، ولا ينتقص من شأنه كونه كان موظفًا فى نادى الزمالك، يوم كان المستشار «مرتضى منصور»، نائب الرئيس، ومكانه فى الصورة وقتئذ عادى وطبيعى، وكونه يتصدر الصورة حاليًا فبجهده ومؤهلاته.

حنانيك سيادة المستشار، حك الأنوف من مكاره الأمور، ما فات قد مات، صفحة وطويت، وتجاوزناها جميعًا، الطبعة الجديدة من «مرتضى منصور» لطيفة، بالأحرى مهضومة.. ولسانك حصانك.

حسنًا فعل الدكتور «أشرف صبحى» بالرد المهذب عبر صفحته فى «فيسبوك» على صورته فى خلفية المشهد الزملكاوى الذى يتصدره المستشار «مرتضى منصور».

لفتنى بشدة اعتزاز الوزير بالصورة وصور أخرى فى مراحل عمرية ووظيفية متتابعة، صورته أيام توليه مدير العلاقات العامة والتسويق بنادى الزمالك لا تعيبه البتة، وشخصيًا هو لا ينكرها، ولا يخجل منها.. لسان الحال الصغير مسيره يكبر فى عيون الكبار..

لا يعيب الوزير صبحى موقعه من الإعراب الوظيفى يومًا، ما يعيبه تنكره لأصله وفصله، وتكبره على الناس تاليًا، والدكتور صبحى شديد التواضع يكرم الكبير سنًا ومقامًا..

ظنى أن المستشار «مرتضى منصور» أصبح نادمًا على ما فعل، لقد أصاب الوزير صبحى بجهالة، وهو رجل قانون، ويعرف العيبة ويحترم الشيبة، وقد ولَّت أيام اللدد فى الخصومة، ولم يعد فى العمر بقية نضيعها فى المهاترات التى لا نجنى منها إلا خسارة.

صبحى مع حفظ المقامات والألقاب والدكتوراه، خلوق محترم، مستوجب احترامه، الاحترام ما ينقصنا فى المجال العام، صحيح صبحى صار شخصية عامة، وعليه ألا يحزن، وتعزية موصولة من «ابن حزم الأندلسى» فى قوله المأثور: «من تصدر لخدمة العامة، فلابد أن يتصدق ببعضٍ من عرضه على الناس لأنه لا محالة مشتوم، حتى وإن واصل الليل والنهار».

لماذا الغمز واللمز، المستشار «مرتضى» يغمز فى جنب الوزير «صبحى»، يكايد الوزير (من الكيد)، بصورة قديمة مرت عليها عقود، لماذا التذكير بصورة عادية من الأرشيف، و«آه يا زمن»؟!.. جملة لها مدلول سلبى فى السياق، وهذا ما يستنكفه «الإمام الشافعى» فى قوله الذائع: «نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا. وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا. وَنَهجو ذا الزَمانَ بِغَيرِ ذَنبٍ. وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا. وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ. وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضًا عَيانا».
نقلا عن المصرى اليوم