(د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك)
في كلّ عام، يُحتفَل بعيد أو "يوم الرّجل" في كولومبيا، في 19 مارس/آذار؛ وهو يتميّز بدوره عن الاحتفال العالميّ الذي يُقام في 19 نوفمبر/تِـشْرِين الثّاني من كلّ عام. لا شكّ أنّ هذا اليوم له خلفيّة ثقافيّة ودينيّة، إذ إنّه مرتبطٌ بعيد القدّيس يوسف، الذي تَحتفل به الكنيسةُ الكاثوليكيّة في 19 مارس/آذار من كلّ عام. ويُعدّ القدّيس يوسف -الأب وأحد أهمّ الرّجال في تاريخ المسيحيّة- رمزًا للأبوة المسؤولة، والرّجولة النّاضجة (وهي أكثر من مجرّد "الذّكورة")، والعمل الجادّ.
وبهذه المناسبة السّنويّة، أُهدي هذه الخاطرة لكلّ أبٍ ورَجُلٍ، وهي بعنوان: الأبُ في صمته وشجاعته...

إنَّ الأب –حتّى في صمته– يلقّن دروسًا عديدة وثمينة في الحياة،
ويعلّم أوّل ما يعلّم أنَّ الحياة خبرةٌ قبل أنْ تكون فكرًا،
وأنَّها عملٌ قبل أَنْ تكون قولًا.
الأب كذكر هو نتاج المرأة كأنثى، فهو يخرج من رَحِمها،

ولكنَّ المرأة (الأنثى) بدون الأب لا يمكنها أنْ توجد،
وبدون الرّجل (الذّكر) لا يُتاح لها أنْ تفيض بالحياة.

كينونة الأب ووجوده يعتمدان على مجيء الأبناء والبنات ووجودهم،
ولكن بدون الأب لا وجود للأبناء والبنات.

إنَّ عالم اليوم في احتياج شديد للغاية لأباء صالحين وحقيقيّين،
إنّهم –بالرغم من أخطائهم ونقائصهم وتقصيراتهم– صورةٌ مُصغَّرَةٌ لأبوّة الله السّماويّة،

وهم رجاء الخليقة ومستقبلها.
فهل مِن شجاع ومغامر قد استجاب أو ينوي الاستجابة لنداء الله – مصدر كلّ أبوّة صالحة وحقيقيّة؟