بقلم / عادل شاكر
بهجورة بلد لها تاريخ عريق ، وهى قرية تقع فى مركز نجع حمادى بمحافظة قنا ، وربما القرية الاولى على مستوى الجمهورية من حيث نسبة المتعلمين والمثقفين ، وخرج منها الكثير من العظماء والمشاهير
واليوم اذكر لمحة من تاريخ بلدى العظيم عن تعيين/ تكلا سيداروس حاكما لبهجوره من قبل محمد علي باشا
نقلا عن المؤرخه ايريس حبيب المصري.
فى عام 1839 صدر مرسوم بإعفاء الأقباط من دفع الجزية..
ولأن محمد على كان حاكماّ عبقرياً ، لذلك فقد أدرك أنه لكى ينهض بمصر، ويقيم الدولة القوية الحديثة، فلابد من الاستفادة من كافة الخبرات والكفاءات المصرية ، بصرف النظر عن ديانتهم.. وتطبيقاً لهذه الأفكار ، كتبت المؤرخة إيريس حبيب المصرى فى كتابها الشهير "قصة الكنيسة القبطية" الجزء الرابع ص 262 مايلى :--
"أسند محمد على منصب "كبير المباشرين"، إلى المعلم "غالى أبو طاقية".. (والمباشرون هم من كانوا يقومون بجمع الضرائب).. ومنصب كبير المباشرين، يعادل حاليا منصب وزير المالية .. وكان المعلم غالى هو اليد اليمنى لمحمد على .. وقد وضع نظاما متقدما لجباية الضرائب"..
ويقول "أمير نصر" فى كتابه "المشاركة الوطنية للأقباط فى العصر الحديث" ص21، أن الأقباط قد تبوؤا مراكز عليا فى الدولة .. حيث قام محمد على بتعيين نسبة كبيرة منهم حكاما للأقاليم (وهذا المنصب يعادل اليوم منصب المحافظ).. فمثلا :--
(1). تم تعيين "فرج أغا ميخائيل"، حاكما لمركز دير نواس.
(2). تعيين "بطرس أغا أرمانيوس" مأمورا لمركز وادى برديس (وتضم قنا ومديرية جرجا).
(3). تعيين "ميخائيل أغا عبده" حاكما للفشن ببنى سويف..
(4). تعيين "تكلا سيداروس" حاكما لبهحورة..
(5). تعيين "أنطون أبو طاقية" حاكما للشرقية..
(6). تعيين "مكرم أغا" حاكما لأطفيح..
(7). تعيين رزق أغا حاكما على الشرقية..
(7). تعيين "المعلم وهبة إبراهيم" فى منصب كبير الكتبة (وهذا المنصب يعادل حاليا منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية) وكان يعاونه مجموعة الكتبة الأقباط ..
. كما اختار محمد على، "المعلم غالى باسيليوس" ليتولى الإشراف على التنظيم الإدارى..
وبالإضافة لهذا فقد أحاط محمد على نفسه بعدد من المستشارين الأقباط مثل المعلم جرجس ، ويعقوب بشارة ، ومنقريوس البتانونى ..
ونتيجة لكل هذا كتب الشيخ محمد عبده فى مجلة المنار، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الأسرة العلوية.. كتب يقول :-- "إن لمحمد على ثلاثة أعمال كبيرة، أولها تأسيس حكومة مدنية".. (لاحظوا أن كلمة "مدنية" بلغة عصرنا تعنى "علمانية")..
وختاما أستعير ماكتبه المؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعى، فى كتابه "عصر محمد على" :-- "إن النهضة الكبرى التى أقامها محمد على فى كافة المجالات، قد قامت على أساس :--
(1) فصل الدين عن السياسة..
(2) نشر التعليم المدنى فى مصر..
(3) فتح أبواب المدارس أمام المسلمين والمسيحيين على السواء..
(4) تحويل شيوخ الأزهر إلى موظفين إداريين يتلقون رواتبهم من الخزينة المصرية"..