د. رضا عبد الرحيم
تأسست جمعية التوفيق القبطية سنة 1891م، بواسطة رفله جرجس مؤسسها الأول وأول رئيس لها، فصارت ثانية الجمعيات القبطية فى مصر بعد جمعية المساعى الخيرية التى أنشئت سنة 1881م.

وقد سعى مؤسسيها -جمعية التوفيق القبطية - إلى الإصلاح فى المجتمع القبطى عن طريق التعليم
 والتثقيف، وقرروا شراء مطبعة وتأسيس مجلة، تكون منبرا للتعبير عن الرأى. كما عملت الجمعية على
 تأسيس عدد من المدارس الصناعية والأبتدائية بالقاهرة والأقاليم ، كما قامت الجمعية بتأسيس مُتحف
 لحفظ الآثار القبطية وطباعة التوراة باللغة القبطية.

لم يكن فى استطاعتى زيارة المتحف التاريخى(التعليمى) بداخل مدرسة جمعية التوفيق القبطية الخيرية الأرثوذكية بمنطقة الضاهر بالقاهرة ، وهو من أقدم المتاحف المدرسية فى مصر، ويعود تاريخ إفتتاحه إلى سنة1947م، لأنه للأسف مغلق منذ أكثر من عقود أربعة تقريبا،والمقتنيات الآثرية تم تشوينها فى حجرة بحوش المدرسة !

ورغم إحساسى بأن الوقت يضيع سدى داخل هذا المخزن،بسبب تكدس القطع الآثرية داخل الحجرة الصغيرة نسبيا، إلا أن ما اكتشفته -مصادفة - مُلقى فى أحد أركان المخزن من "كنز ثقافى" أثلج صدرى،أُسجل هنا بعض صور منه ؛ لحفظه من الضياع، وكنت أتمنى أن أنقل أصله إلى دار الكتب والوثائق القومية .

ومن المؤكد أنه كان هناك كنزا آخر أقدم منه، يماثله فى المضمون والقيمة وطالته يد الإهمال، فأندثر وتلاشت كلماته ... الكنز متمثل فى سجل زيارات المتحف (دفتر حرف Z) لكبار الشخصيات المصرية فى مجال التعليم والأدب والسياسة والدين مثل:

الكاتب أحمد بهاء الدين ،الكاتب كمال مغيث،المخرج داود عبد السيد،المخرج محمد كامل القيوبى،الصحفى محمد بغدادى،الصحفى مدحت الزاهد،الكاتبة نادية شكرى،وعلى رأسهم بابا الإسكندرية وبابا المصريين والعرب البابا شنودة (قدس الله روحه) .
الكلمات قصيرة وعفو الخاطر، لكنها ببعدها الزمني ونبضها الخاطف لا تخلو من دلالات مفيدة.
فسطر بابا الإسكندرية وبابا المصريين والعرب البابا شنودة (قدس الله روحه)

 تلك الكلمات :
+

سعدت اليوم بزيارة جمعية التوفيق القبطية وكان معى أصحاب النيافة الأنبا رويس والأنبا بيسنتى والأنبا غبريال وبعض الآباء من السكرتارية وذلك بدعوة من الأستاذ عادل كامل الذى ألقى كلمة ترحيب أشكره عليها كما أن الأستاذ وهيب مسيحه قد طاف بىً فى متحف الجمعية،وشرح لىً كل ما يحويه المتحف من لوحات فرعونيه،وقبطية وقطع آثار إسلامية.
أشكر أيضا سكرتير الجمعية الأستاذ عادل فؤاد منىً على جمعه وإشتراكه فى تنظيم الإجتماع.
أرجو للجمعيه كل خير وكل توفيق فى عملها مما يناسب تاريخها الطويل الحافل بالإنجازات.

شنوده
بابا الأسكندرية
15/11/1997

أما الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين فجاءت كلماته كالتالى:
"أشعر بالفخر والاعتزاز بعد ان زرت هذا المعرض العظيم بكل ما يعكسه من مضامين حضارية وتربوية ، وهو أبلغ دليل على القيمة الكبرى التى تحتلها مدارس التوفيق فى تاريخ وطننا. شكرا جزيلا من أعماق قلوبنا على إستضافة احتفاليتنا وعلى السعادة التى منحتوها لنا بزيارة هذا المعرض الرائع والمتحف الممتاز."

أحمد بهاء الدين
20/2/1997

وجاءت كلمات الكاتبة  والروائية القديرة ناديه محمود شكرى:
"يملؤنى الفخر لوجود هذا المتحف الجميل،وأكون حالمه أو عبثيه لو تمنيت أن تعمم مثل هذه الأشياء الجميله فى المدارس القومية،ولتعذر وجود فصول أو نيه من الوزاره فى ذلك للأسف الشديد. تحياتى الخالصه وأمنيه بدوام التوفيق والتفرد."

أما المخرج وكاتب السيناريو الأستاذ الدكتور محمد كامل القليوبى فسطر:
"إذا كنتم تملكون كل هذا الجمال وهذه المجموعة النادره من الآثار وتحافظون عليها كجزء من تراثنا وحضارتنا فكيف يمكن للعالم إلا أن يكون جميلا...كل الحب والتقدير."

وبدوره سطر المخرج المبدع القدير داوود عبد السيد هذه الكلمات:
"ليس غريبا وجود هذا المتحف الأثرى والتاريخى فى مبانى ومنشئات جمعيه لها كل هذا العمق الثقافى والتنويرى .خالص احترامى لجمعيه التوفيق القبطيه بكل رجالها."

وأضاف الخبير التربوى الأستاذ الدكتور كمال مغيث كلمته المقتضبة  هذه:
" ليس هناك أروع من الجذور والاعتزاز بها فى هذا الزمن الردىء"
20/2/1997

ويضيف الكاتب الصحفى القدير محمد بغدادى كلمات تُعبر عن أمنية نشاركه فيها جميعا، حيث كتب :
هذا المتحف دليل قاطع على أن طاقة الإنسان المصرى مهما كانت امكانياته متواضعه إلا أنه
قادر على أن يفعل المستحيل أتمنى لكم المحافظة عليه دائما وتطويره باستمرار.

محمد بغدادى
روزاليوسف 20/2/97

كما سطر السياسى والكاتب القدير مدحت الزاهد هذه الكلمات:
تحية لجمعية التوفيق على اسهامها فى الحفاظ على هذا الكنز الأثرى المصرى، وهو ذاكرة الحضارة التى
 يجب أن تشملها رعاية كل الهيئات والمؤسسات ..وهذا المتحف ينطوى على دلالة هامة هى أصل الأنتماء
إلى الوطن ..واعلاء هذه القيمة على كل القيم الأخرى.

20/1/97
وختاما نتمنى أن تكون هناك عملية بعث لهذا المتحف التاريخى التعليمى؛ ليقوم بدورة فى ترسيخ هوية الوطن فى نفوس الأطفال والنشء، فقد كان للجمعية سبق تاريخى فى الوعى بدور المتحف ، حيث ذهب المتخصصون فى نظريات التعليم فى نهاية القرن التاسع عشر، إلى أن التربية الحديث يجب أن تتخذ من المتاحف وغيرها مؤسسات تعليمية ، فالعلم ليس فى الجامعة والمدارس والكتب فقط، بل هناك مصادر أخرى فى غاية الثراء الثقافى غير الكتاب المدرسى.