ياسر أيوب

لا يحدث ذلك إلا فى الولايات المتحدة فقط.. ففى كل بطولة دولية أو قارية لكرة القدم.. تتحمل حكومة الدولة المنظمة كل تكاليف استضافة وتنظيم البطولة باعتبارها مسؤولية الدولة كلها بصرف النظر عن المدن التى تستضيف مبارياتها.. لكن الولايات المتحدة تعتبر أن الاستضافة هى مسؤولية كل مدينة بعيدا عن واشنطن وبيتها الأبيض.. ومنذ أيام نشرت جريدة نيويورك تايمز عن الحرب التى بدأتها ١١ مدينة ستستضيف العام المقبل ٧٥٪ من مباريات مونديال ٢٠٢٦ الذى تنظمه الولايات المتحدة مع المكسيك وكندا.. وتهدف هذه المدن للحصول على دعم حكومى فيدرالى بقيمة ٦٢٥ مليون دولار حتى تواصل استعداداتها لاستضافة مباريات البطولة.. والحكاية ليست مجرد طلب تتقدم به المدن للبيت الأبيض والرئيس ترامب.

إنما هى محاولات للضغط على الرئيس ليقبل ويوافق على تقديم هذا المال.. وثبت أن بعض هذه المدن دفعت كل منها عشرة آلاف دولار ودفعت مدينة بوسطن ضعف هذا المبلغ كأتعاب لشركة هوجان لوفيلز لتبدأ حملة الضغط على الرئيس ونواب الكونجرس ومجلس الشيوخ للحصول على المال.. واستعانت نيويورك ونيوجيرسى بشركة فولى ولاردنر مقابل ستين ألف دولار للحصول على دعم يكفى لاستضافة نهائى المونديال المقبل فى استاد ميتلايف فى نيوجيرسى حيث سيقام نهائى المونديال.. ولا يقتصر الأمر على ذلك.. إنما قرر إينفانتينو رئيس الفيفا أمركة مونديال ٢٠٢٦ بأن يقتبس من كرة القدم الأمريكية وبالتحديد مباراة السوبر بول نفس الطقوس وأسلوب الاحتفال والاستعراضات الغنائية التى تقام بين شوطى المباراة.

 

 

وبدأت فرقة الروك البريطانية كولدبلاى الشهيرة التشاور مع الفيفا لاختيار المطربين والفرق الغنائية التى ستشارك فى استعراضات ما بين شوطى نهائى المونديال المقبل فى نيوجيرسى.. ولم يشرح إينفانتينو هل معنى حديثه إطالة فترة الاستراحة بين الشوطين حتى يكفى الوقت للغناء والاستعراضات الراقصة.. وبعد هذا الإعلان بدأت مخاوف كثيرين بشأن رغبة غير معلنة لإينفانتينو بتحويل كرة القدم من لعبة للعالم كله إلى لعبة أمريكية بنفس الطقوس والشكل الذى يستهوى الأمريكيين.. وأن إينفانتينو بدأ بالفعل يسمح للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتحويل الفيفا إلى مجرد مؤسسة أمريكية.. وأن المفتاح الذى أعطاه إينفانتينو لترامب ويفتح جائزة كأس العالم للأندية فى انتظار أن يسلمه ترامب للنادى الفائز بالبطولة التى ستقام هذا العام فى الولايات المتحدة.. لم يكن فقط مفتاح كأس البطولة إنما مفتاح الفيفا.. ولم يكن ترامب يبالغ أو يكذب أو يقول كلاما مرسلا حين أكد ليلة حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة أنه خلال العام الحالى حيث كأس العالم للأندية والعام المقبل حيث المونديال سيكون هو الرئيس الحقيقى والفعلى للفيفا ولكرة القدم فى العالم.

نقلا عن المصرى اليوم